رحيل تحت النار!
بعد أن كانت آمال السوريين قبل الآن تتطلع إلى امتلاك دولة عصرية واقتصاد صناعي حديث ومتطور، ها هم يجدون أنفسهم اليوم وقد عادوا إلى عصر العربات اليدوية أو التي تجرها الدواب! وفي هذه الصورة نرى عربتين تتحركان من حي هنانو بمدينة حلب المحاصرة، إحداهما تقل سيدة وطفليها، هرباً من القصف المتواصل والحصار المستمر، وبحثاً عن مكان آمن أصبح يعز على السوريين في كافة أنحاء سوريا. ورغم فرح المحاصرين بأي فرصة تسنح للخروج من طوق الحصار ونطاق التبادل الناري، فإنهم نادراً ما ينسوا اصطحاب الضروري من المتعلقات في شتاء هو الأقسى على النازحين واللاجئين، لذلك نلاحظ وجود بطانيات ومراتب وأواني طبخ وتدفئة على العربتين. فحتى النساء والأطفال اعتادوا على التعايش مع مأساة الحرب ورؤية الدماء وقوافل الراحلين بلا رجعة كل يوم، وما عاد خوف الرحيل ينسيهم فيما ينبغي أخذه عبر رحلة الله وحده يعلم ما إذا كانوا سيعودن منها إلى ديارهم أم يكون هذا آخر عهدهم بها! (أ ف ب)