أعجبتني وجهة النظر التي ضمّنها الدكتور أحمد يوسف أحمد بمقالَه «في‎? ?ذكرى? ?الوحدة? ?المصرية? ?السورية:? ?هل? ?تنفع? ?الدروس?؟»، والذي أوضح ضمنه أن تلك الوحدة كانت لها مقدماتها، وقد سبقها جدل كان يدور كله حول مسألتين: توقيت الوحدة وصيغتها. أما عن التوقيت فإن الجانب السوري كان يريد وحدة فورية، بينما كان عبدالناصر يرى أن تتم تدريجياً في خمس سنوات. وفيما يخص الصيغة، يبدو أن عبدالناصر كان أميل إلى الصيغة الفيدرالية، بينما أصر الوفد السوري على فورية الوحدة وصيغتها الاندماجية، وبرر ذلك بقوله إن سوريا ستكون مهددة بالسقوط بأيدي القوى الموالية للغرب أو في أحضان الشيوعية، ما يمثل ضربة للمشروع القومي. وفيما يخص أسباب الانفصال، أعتقد مع الكاتب أن أهمها كان الضعف المؤسسي البيّن لدولة الوحدة، كما كان لانقسام الفصائل القومية آثاره الكارثية، خاصة أن حزب «البعث» كان يرى نفسه الشريك لعبد الناصر في حكم دولة الوحدة، بينما كان الأخير يعتبر أن الحركة القومية تتجاوز حزب «البعث». لكن المثير للاستغراب حقاً، أن معظم المحاولات الوحدوية التي جرت لاحقاً، لم تأخذ ذلك الدرس في الحسبان، أي ضرورة البناء المؤسسي وخطر الخلاف السياسي. حمامي أحمد -فرنسا