وداعاً والدنا الحبيب... وداعاً زايد الخير وداعاً حكيم العرب... الإمارات كلها تبكيك بعد أن صدمنا جميعاً بخبر وفاتك كما لم نصدم من قبل... فقد فقدنا فيك أباً حنوناً وقائد شعب ومؤسس دولة نموذج وزعيماً ندر أن يجود التاريخ بمثله... الدموع تجمدت في مآقينا وإن فاضت فلا تكفي رثاءك يا والدنا الحبيب... القلوب تعتصر ألما... الكلمات تقف في حناجرنا.... الحزن يعتصر قلوبنا... فنحن نرثي والداً لكل مواطن ينتمي إلى هذه الأرض الطيبة، ووالداً لكل مقيم أكل من خيرها وشرب من مائها، ووالداً ساند البشرية جمعاء... فراقك يا والدنا صعب علينا جميعاً ولكن لا نمتلك إلا أن نسلم بقدر الله ومشيئته.
لم نكن نتصور يوماً أن تشرق الشمس فلا نجدك بيننا يا والدنا الحبيب ويا زعيمنا العظيم... ندرك أن الموت قدرنا جميعاً ولكن حبك طغى على قلوبنا وسيطر على أفئدتنا فسهونا عن سنة الله في خلقه وحلمنا أن تظل بيننا إلى أبد الآبدين... رحمك الله يا زايد وأدخلك فسيح جناته فقد توليت أمور الدولة في أصعب مراحلها وتحملت مسؤولية البناء منذ أن كانت هذه الأرض صحراء قاحلة وحولتها إلى ربوع خضراء ستظل شاهدة أمام التاريخ على عظمة الإنجاز الذي حققته لأبناء الإمارات الذين كنت ترى فيهم جميعاً امتداداً لك ولمسيرتك المشهودة. وداعاً أغلى وأحب الرجال إلى قلوب شعبك وأمتك العربية والإسلامية والعالم أجمع... نقول وداعاً ونحن ندرك أنك تفارقنا بجسدك ولكن روحك الطيبة ونهجك الأصيل وقيمك النبيلة وانتماءك الاستثنائي إلى تراب هذه الأمة سيظل ينير قلوبنا ويرشدنا حين تضل الأنفس أو تنزلق القلوب.
الموت غيبك والدنا العزيز... ولكن لن ننسى يا زايد الخير إرادتك القوية وعزيمتك الصادقة ورؤاك الثاقبة... ولن ننسى أن هذه الدولة النموذج هي حلمك الذي تحقق، ولن ننسى تضحياتك التي قدمت من أجل إعلاء البناء ونشر الرخاء وستظل سيرتك العطرة في قلوبنا حية ومتجددة نستفيد من دروسها في شحذ الهمم واستلهام العبر... أياديك البيضاء التي طالت العالم أجمع من شرقه إلى غربه ستظل مرشداً للخير وأهله.. وستظل تذكر العالم اجمع بعظمة قائد الإمارات في عصر ازدهار الإمارات.. ولتتأكد يا زايد الخير وأنت في رحاب رب كريم أن تضحياتك النفيسة وجهودك الهائلة في بناء الصرح الاتحادي العظيم لن تضيع هباءً وسنظل على دربك ماضين وبقيمك متمسكين وبحبك لشعبك ولأمتك مستبصرين.
نبكيك يا زايد الخير وسنظل كذلك حتى نلقاك... والكلمات لا تكفي للتعبير عما تكنه صدورنا من حب وتقدير ووفاء لشخصك العظيم، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا على فراقك لمحزونون.. أسكنك الله فسيح الجنان ومنحك أعظم الثواب بما قدمت لشعبك ولأمتك وللعالم أجمع وبما أفاضت به أياديك البيضاء على البشر من دون تفرقة بين جنس أو لون أو عرق فقد كنت كريماً وإنساناً بكل ما للكلمة من معنى ودلالات، وتستحق يا والدنا أن تتمزق القلوب على فراقك، وأن يصعب علينا رثاؤك، فقد غادرتنا في وقت وظروف كان شعبك وكانت أمتك تحتاج إلى الاسترشاد بحكمتك ونور بصيرتك، ولكنْ عزاؤنا الوحيد أنك تركت فينا خير خلف لخير سلف.