تعقيباً على د. أحمد يوسف: حدود التغيير
مع أهمية الطرح الوارد في مقال الدكتور أحمد يوسف أحمد: «تغيير? ?النظام? ?العربي» أود الإشارة هنا إلى أن تغيير النظام الإقليمي العربي ليس هو الغاية في حد ذاته، بل إن واقع الفوضى العارمة والصراعات المحتدمة التي عرفتها بعض دول النظام العربي خلال السنوات الثلاث الماضية ضمن ما سمي «الربيع العربي» يجعل مجال الاهتمام الأول متجهاً الآن للبحث عن استعادة الاستقرار وليس التغيير.
وأكثر من هذا أن القوى التي حاولت ركوب موجة ذلك التغيير لم تكن أيضاً في الغالب الأعم قوى ديمقراطية، وإنما كانت قوى مناهضة للديمقراطية كمفهوم وكممارسة. وقد أتاح لها واقع الاضطراب والفوضى العارمة فرصة للسعي لتجيير التغيير الذي جرى في تلك الدول ضمن أجنداتها المحمومة الرامية للاستحواذ على السلطة، والإخلال بالاستقرار العام في دولها، وفي المنطقة ككل. ولكن الشعوب اكتشفت بسرعة زيف ادعاءات تلك الجماعات الانتهازية السياسية، ووضعت حداً لأحلامها وأوهامها. ويؤمل أن تستعيد الشعوب في كل دول «الربيع العربي» زمام المبادرة لضمان عودة الاستقرار بشكل كامل.
ماجد إبراهيم - الكويت