في كلمته خلال أعمال الاجتماع الوزاري العالمي في مجال التغير المناخي، الذي تم تنظيمه مؤخراً في العاصمة الإماراتية أبوظبي، بالتعاون مع منظمة «الأمم المتحدة»، الذي تم التحضير خلاله للقمة العالمية للتغير المناخي، التي ستعقد في شهر سبتمبر المقبل في مدينة نيويورك الأميركية، قال بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، «إن دولة الإمارات العربية المتحدة بطل عالمي في قيادة المعركة ضد التغير المناخي، ولقد لمستُ خلال زيارتي لمدينة (مصدر) الأسلوب الابتكاري والإبداعي لمواجهة التغير المناخي وجعل المجتمع أكثر استدامة، واستلهمتُ من خلال الزيارة الكثير بشأن الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية والطاقة». قبل الحديث عن الدلالات الموضوعية التي تحملها كلمات الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الدور الإماراتي في مجال البيئة العالمي، يجب التنويه بأن استضافة أبوظبي للاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العالمية للتغير المناخي، والحرص الكبير من طرف المسؤولين الدوليين على حضور هذا الاجتماع، يجسد في حد ذاته اعترافاً دولياً بمركزية ذلك الدور الإماراتي في مواجهة الظواهر البيئية العالمية السلبية، ويؤكد أن العالم لديه ثقة تامة بقدرة الإمارات على توفير المناخ الملائم لإنجاح الفعاليات المهمة، على شاكلة ذلك الاجتماع الوزاري المهم، وهي ثقة حازتها الإمارات بإنجازاتها في مجال تنظيم الفعاليات الكبرى على مدار سنوات. وبالعودة إلى الدلالات الموضوعية لكلمات بان كي مون، يمكن القول إنها تعني: أولا، أن الإمارات الآن واحدة من الدول القليلة التي حققت نجاحات كبيرة في مجال مكافحة ظاهرة التغير المناخي، وذات خبرات كبيرة في محاصرة التلوث البيئي وما يرتبط به من أضرار، بعد أن تمكنت من تقليص نسب انبعاث الغازات الضارة وإدارة المخلفات بطرق صديقة للبيئة، حتى أصبحت بالفعل واحدة من القوى صاحبة الممارسات البيئية الأكثر فاعلية على مستوى العالم. ثانياً، أن تجربة النجاح الإماراتية استطاعت تحويل النظريات والأفكار والشعارات إلى واقع معاش على الأرض، كأدوات إنتاج ومقار إدارية صديقة للبيئة ووسائل نقل وانتقال وأبنية خضراء، تجسدها مدينة «مصدر»، إحدى الرقع الجغرافية الأكثر نظافة وأمناً بيئياً في العالم أجمع، والتي يعيش فيها الإنسان بعيداً عن مختلف أشكال التلوث، بما يجعله قادراً على ممارسة دوره في تطوير المجتمع الذي يعيش فيه، من دون التعرض لأي مشكلات يمكن أن تمنعه من ممارسة هذا الدور، وبخاصة المشكلات الصحية، التي كانت ومازالت تعانيها بعض المجتمعات التي لم تتمكن من تحقيق مستوى النجاح نفسه الذي وصلت إليه الإمارات في هذا الشأن. ثالثاً، بجانب النظافة وما يرتبط بها من كفاءة وجودة للعيش والحياة، فإن نموذج المدن والمجتمعات الذي تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة ببنائه، على غرار مدينة «مصدر» وغيرها من النماذج والمبادرات الإماراتية الناجحة، والتي يتم الترويج لها باعتبارها نموذجاً لما يجب أن تكون عليه مدن ومجتمعات المستقبل، يفي بأحد أهم شروط استدامة التنمية، ألا وهو شرط الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية ومصادر الطاقة، وذلك كما قال المسؤول الدولي في كلمته؛ وقد وصلت الإمارات إلى هذا المستوى من النجاح في هذا الشأن عبر رفع كفاءة الاستخدام الحالي لتلك الموارد، بإحلال طرق وأدوات الإنتاج وأساليب إنجاز الأعمال التقليدية بأخرى تعتمد على الكفاءة والجودة، بل وجعل العيش المستدام ثقافة لدى سكان تلك المدن والمجتمعات بشكل‏? ?عام.