ناقش نعوم تشومسكي في مقاله الأخير «الخطوط الحمر.. في أميركا وأماكن أخرى»، ذلك التناقض الظاهر في مواقف وسياسات الولايات المتحدة بين مصالح واستراتيجيات لا تراعي أي حدود في سعيها لتثبت معادلات القوة القائمة على الهيمنة وتكريس النفوذ على أوسع نطاق عالمي، وبين محاولاتها التي لا تتوقف للجم المنافسين وفرض «خطوط حمر» على تحركاتهم ومصالحهم. والحقيقة أن هذا التناقض معلوم ومفهوم تماماً، بل أمر طبيعي ومقبول إلى حد كبير من قوة إمبراطورية مثل الولايات المتحدة، ذلك أنه يستحيل على الدول، لاسيما العظمى منها، انتهاج سياسة خارجية خالية من أوجه التناقض، بل التعارض الكامل أحياناً مع ما تعده مبادئ أو ثوابت فكرية لها. لذلك أعتقد أن تشومسكي لا يقول جديداً عندما يبرز ذلك التناقض في مواقف واشنطن حين تواصل ممارساتها في جوانتانامو، بينما لا تتوقف عن الزعم بأن انتهاكات كوبا لحقوق الإنسان تصدمها. إنه تناقض ضروري في سلوك الإمبراطوريات! تيسير خالد -المغرب