دوريات
Le Monde Diplomatique
التمدد الروسي والقلق الإسرائيلي
في عددها لشهر مايو الجاري، كرست دورية «لوموند دبلوماتيك» صفحاتها لمجموعة من القضايا الراهنة، ففي الملف الروسي، وتحت عنوان «لماذا كان ضم القرم خطأ كبيراً؟»، تساءل «ألدون رادفاني» عن السبب الذي دفع بوتين للقيام بخطوة دراماتيكية من ذلك النوع، وهو ما يذكر بالصراعات القديمة لما قبل الحرب العالمية الثانية، عندما كان التزاحم الجيوسياسي على أشده بين القوى الكبرى، بل إن روسيا التي حاولت في السنوات الأخيرة التركيز على القوة الناعمة والاستفادة منها، على غرار الغرب الذي يجيد توظيفها، نسفت كل ذلك بعودتها إلى القوة الصلبة. ويذكر الكاتب أن بوتين تنبه إلى ضرورة اللجوء إلى القوة الناعمة، فسعى بكل جهده إلى تنظيم الألعاب الأولمبية الشتوية بسوتشي، وحرص على إنجاحها، وإبراز الوجه المغاير لروسيا، لكن المعطيات السياسية، يقول الكاتب، وأخطاء الغرب المتراكمة، دفعت في اتجاه التصعيد. فقد اعتقدت الولايات المتحدة وأوروبا أن روسيا بعد الاتحاد السوفييتي هي نسخة باهتة من قوة بائدة، فصارت تتحرش بتخومها ومجال نفوذها بنصب الصواريخ واستقطاب حلفاء الأمس. لكن رغم ذلك لا يقر الكاتب الخطوة الروسية بضم القرم التي ستؤلب عليها الرأي العام الدولي، وتعيد التماسك لـ«الناتو».
أما في الموضوع السوري، فتطرق مقال للباحثين «نير بومز» و«عاصف حزاني» للموقف الإسرائيلي تجاه اضطرابات «الربيع العربي»، بعنوان «الأزمة السورية والمأزق الإسرائيلي». ورغم استعراض المقال لمجمل الاضطرابات التي تجتاح الشرق الأوسط، فهو يركز تحديداً على ما يجري في سوريا، وكيف يؤثر على إسرائيل. فهذه الأخيرة ليست من المتحمسين لنظام الأسد، بحيث تبقى سوريا البلد الوحيد الذي يملك حدوداً مع إسرائيل، إلى جانب لبنان، دون أن يوقع على اتفاق سلام مع إسرائيل، بعدما سبقتها مصر والأردن لذلك، لكنها في الوقت نفسه تخشى من وصول عناصر متطرفة إلى حدودها، لاسيما في ظل الضبابية التي تغشى الصراع في سوريا وعدم القدرة على تحديد من سيحكم البلاد في حال سقوط الأسد.
«العلوم القانونية والسياسية»: التعليم العالي والمعارضة البرلمانية
في العدد الأخير من «مجلة العلوم القانونية والسياسية»، وهي نصف سنوية محكمة تصدر عن جامعة ديالي في العراق، نطالع دراسة، بعنوان «تطور التعليم العالي واستراتيجية المعرفة.. العراق نموذجاً»، يذكر كاتبها، الدكتور خليفة إبراهيم التميمي، والدكتور علي يس عبدالله، أن التعليم أحد أهم عناصر التنمية البشرية، وهو الوسيلة الفعالة لبناء ركائز مجتمع المعرفة، وأن العراق من الدول التي أولت أهمية للنهوض بواقع المؤسسات التعليمية فيها عبر جملة من الاستراتيجيات المتعاقبة. وتستعرض الدراسة أهم الاستراتيجيات التعليمية في العراق، وبقية الأقطار العربية، وتحلل أبرز المحاور التي تراها ركائز أساسية لبناء مجتمع المعرفة الذي هو غاية العملية التعليمية. ويخلص الباحثان إلى أن التحديات الجديدة التي أفرزتها العولمة، تفرض العمل على تحسين جودة التعليم العالي ومواءمته مع ظروف المجتمع ومتطلبات سوق العمل، والسعي لوضع سياسة وطنية عامة ورؤى خاصة لفروع التعليم العالي وأهدافه، واتباع منهجية عمل تساعد على تنفيذ الأهداف الموضوعية والمنبثقة عنها، للمساهمة في التنمية البشرية الشاملة، وتحقيق مزيد من التقدم والتطور.
كما نطالع دراسة أخرى حول «غياب المعارضة البرلمانية وإشكالية الديمقراطية التوافقية في العراق»، لكاتبها الدكتور شاكر عبدالكريم فاضل، يشدد فيها على الوظيفة المهمة للمعارضة السياسية في النظم الديمقراطية، ومنها تحقيق استقرار النظام السياسي، ومنع القوى السياسية من التعبير عن مطالبها خارج القواعد الديمقراطية. لكن نموذج «الديمقراطية التوافقية» الذي يرى الكاتب أن العراق تبناه بهدف استيعاب الانقسامات الاجتماعية والاختلافات السياسية وما تفرزه من صراعات عنفية، أدى إلى غياب المعارضة البرلمانية، وبالتالي حرَم العراقَ من نظام تعددي حزبي تستطيع فيه القوى السياسية تكوين حكومات مستقرة ذات أغلبية متماسكة ومعارضة قوية.