دوريات
Foreign Policy
«انفتاح» روسيا و«غرق» ليبيا
---------
في عددها الأخير تناولت مجلة «السياسة الخارجية» مجموعة من القضايا المهمة، بينها الزيارة التي قام بها مؤخراً الرئيس الروسي، فلادمير بوتين، إلى الصين؛ فتحت عنوان «الصفقة التي لم تتم»، كتب الباحث كيث جونسون تقريراً حول الموضوع اعتبر فيه أن الزيارة، ورغم الترويج الإعلامي الذي واكبها، لم تكلل بالنجاح بعد أن عجزت روسيا عن توقيع صفقة تصدير الغاز إلى الصين، وهي صفقة استمرت المفاوضات حولها لعقدين من الزمن، ليضطر بوتين الذي عوّل عليها كثيراً، لتأجيلها مجدداً حتى الاتفاق على أهم بنودها. والعامل وراء تأجيلها هو السعر، فروسيا تريد أن تبيع الغاز بالسعر نفسه الذي تصدره لأوروبا الغربية، وهو 12 دولاراً لمليون وحدة حرارية، بينما تصر الصين على 10 دولارات فقط، مع أن الفرق لا يبدو كبيراً إلا أنه بالنظر إلى الفترة الزمنية التي تغطيها الصفقة (30 سنة) فسيصل الفرق في السعر إلى 60 مليار دولار من إجمالي 400 مليار دولار التي هي حجم الصفقة. وأكثر من ذلك فإن روسيا، ونظراً لعلاقاتها المتوترة حالياً مع الغرب، ورغبتها الجامحة في الانفتاح على أسواق جديدة، تجد نفسها في موقف ضعيف، لاسيما وأن الخيارات أمام الصين متعددة، إذ يمكنها الاكتفاء بما تحصل عليه من غاز طبيعي من آسيا الوسطى، فضلا أنها ستستفيد من التغيرات العالمية في مجال إنتاج الغاز الطبيعي مع دخول قوى جديدة.
وفي الموضوع الليبي كتب «جون هودسون» عن الوضع الأمني المتردي في ظل التحركات الأخيرة لقوى عسكرية وتهديدها بحل الحكومة المؤقتة والبرلمان، محملًا مسؤولية التدهور والفوضى للغرب نفسه الذي لم يتابع عملية انتقال السلطة بعد الإطاحة بالقذافي وتركه ليبيا نهباً للصراع الداخلي، ليخلص الكاتب إلى ضرورة وضع حد للتردي الأمني القريب من الشواطئ الأوروبية عبر تدخل أممي.
«السياسة الدولية»:
ميزان الطاقة وآفاق التسوية
--------
في العدد الأخير من مجلة «السياسة الدولية»، يناقش عمرو عبدالعاطي موضوع «التوجه شرقاً»، في دراسة بعنوان «مكانة الخليج العربي في ميزان طاقة عالمي متغير»، فيستعرض التطورات الحادثة في سوق الطاقة العالمي، وتأثيراتها المحتملة في المكانة الاستراتيجية التي تتمتع بها دول منطقة الخليج العربي كمورِّد استراتيجي للنفط والغاز الطبيعي، وكذلك في السياسات والاستراتيجيات التي تتبناها الدول الخليجية لمواجهة التطورات المتلاحقة في العرض والطلب على هذا المورد الخليجي الاستراتيجي المهم.
وفي دراسة أخرى بعنوان «الإرادة الغائبة: آفاق تسوية الأزمة السورية بعد جنيف2»، ترى صافيناز محمد أحمد أن ?انسداد أفق الحل السياسي كان عنوان الجولة الثانية من مؤتمر جنيف2، والتي بدأت فعالياتها في العاشر من فبراير الماضي، وانتهت من دون إحراز أي تقدم في مسار المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة حول الهيئة الانتقالية المزمع تشكيلها، واختصاصاتها التنفيذية، ومصير بشار الأسد في المرحلة الانتقالية. ويعني ذلك، تقول الكاتبة، أن المراهنة على جولة ثالثة من المفاوضات باتت عديمة الجدوى، وأن حدوث تغيير في مسار المباحثات أمر غير متوقع، لاسيما أن الاختلاف على الأولويات بين الحكومة والمعارضة لا يزال خلافاً جوهرياً يهدد أي مفاوضات بين الطرفين حالياً ومستقبلا.
وأخيراً تتساءل داليا رشدي في عنوان دراستها «متى تنشأ أزمة القيادة في النظام السياسي؟»، وتبحث عن دور القيادة في المجتمعات العربية بعد ثورات «الربيع العربي»، وهو أمر واجه صعوبة كبيرة، في ظل اكتشاف وجود أزمة في القيادة. الأزمة التي تحاول الدراسة اكتشاف أهم تجلياتها والوقوف على أهم أسبابها، في محاولة لوضع إطار نظري متكامل يفسر أزمة القيادة في النظم السياسية عموماً والعربية خصوصاً.