من الواضح أن السعودية والإمارات تقومان بجهد جبار لحماية المنطقة من أيادي العبث ودوائر قرارات الغدر. الحلف السعودي الإماراتي بني على قوة اقتصادية ضخمة، ومواقع استراتيجية استثنائية ونفوذ سياسي دولي من الشرق إلى الغرب، ليس سهلا على أية دولة أن تعبث مع هذا الحلف الاستثنائي، وهو ليس حلفاً جديداً بل هو استئناف يتجدد مع تجدد الأزمات. كانت ولا تزال الإمارات وفية برجالها الذين ربّاهم الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الكيان وراعي زرعه، وغارس ثمره، والذي استوت الإمارات على يديه، شمّر مع إخوانه في الإمارات لبدء هذه الدولة التي جمعت بين خضاب الخليج وصرعات العصر، بين الأصالة والمعاصرة، بين القديم النافع والجديد الخلاّق، هذه هي الإمارات التي تعتز بها المنطقة وتفتخر بها. قبل أيام استقبل الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وفداً سعودياً رفيع المستوى يتقدمه الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية والأمير محمد بن نايف وزير الداخلية ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مساعد العيبان، نتج عن هذا اللقاء تأسيس لجنة مشتركة عليا، برئاسة وزيري الخارجية، لتنفيذ الرؤية الاستراتيجية لقيادة البلدين، المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. وهذا التعاون بل التحالف مهم للجم المد الإيراني، وتقليم أظافر التيارات السياسية المتمسحة بالإسلام، والضرب بيدٍ من حديد على كل تنظيم إرهابي ناتج عن بؤر النزاع في ليبيا أو سوريا، وهذا مهم في هذه الفترة من الزمن. قبل ثلاثة أسابيع أعلنت السعودية عن القبض على «خلية داعش» الضخمة، وفي ديسمبر 2012 أعلنت الإمارات عن قبضها على خلية إرهابية بتعاون استخباراتي سعودي، هذا هو وجه التحالف وشكله وستستمر نتائجه بإذن الله. دائماً أتحدث مع أهلي في الإمارات بأن السعوديين كلهم يكنون عميق الحب لهذا البلد ولترابه، تنظر إلى وجوههم المبتسمة في الطائرات والمطارات وهم بشوق يذهبون إلى أبوظبي ودبي وبقية الإمارات بشتى أبعادها. وطوال خمس عشرة سنة أقمتها في الإمارات لم أر إلا الحب المتضاعف والمتزايد بين المجتمعين والبلدين والقيادتين، والتحالف هذا تتويج لانسجام شعبي وقبلي وسياسي. هذه الآصرة والمحبة والتآلف لم توجد عن عبث، بل عن قرب كبير بين السعودية والإمارات سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ويعلم الجميع من الذي أصيب بـ«غصّة» من تجديد التقارب والتعاون بين الإمارات والسعودية. وفي الذكرى الـ33 لتأسيس مجلس التعاون، يفرح الكويتي بالعمل المشترك بين الإمارات والسعودية، فهو يعلم أن هذا يعود لمصلحته، وكذا العماني والبحريني والقطري. فالعمل الثنائي، والتنسيق العالي، هو بناء للعمل المشترك، وهو ضمانة أن يستمر الصوت الشجي صادحاً: خليجنا واحد!