لقد أثبت قادة الإمارات وأبناؤها البررة دائماً في الملمات الصعبة واللحظات العصيبة أنهم على قدر التحدي، وأنهم على العهد باقون، فمنذ اليوم الأول لإعلان قيام دولتنا، قطعنا على أنفسنا عهداً لقائدنا المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بأن نكون عند حسن ظنه، وبايعناه على السمع والطاعة، في السراء والضراء، وها نحن اليوم نثبت للعالم أجمع أننا أهل لثقته، وأننا سائرون على نهجه بخطوات ثابتة، وإرادة صلبة، وعزيمة لا تلين. لقد ودعنا قائدنا الأسبوع الفائت بالعبرات، والدموع، والحزن، واكتشفنا مرة أخرى ومرات كم أحببناه، وكم أحبه جميع العرب والمسلمين، وشعوب العالم أجمع. لقد كنا على العهد، حين جسدنا أسمى معاني الوفاء لقيم القائد – رحمه الله- فانتخبنا بطريقة دستورية سلسة وعملية قيادتنا الجديدة، التي هي خير خلف لخير سلف، وهي خير عزاء لنا بعد مصابنا الجلل، واليوم أصبح مستقبل دولتنا الحبيبة في أيدٍ أمينة، تعرف كيف تبني هذا الوطن، وتستطيع إكمال مسيرته بثقة واقتدار بإذن الله إلى العُلى.
إن الطريقة الدستورية التي انتخب بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيساً للدولة، قدمت للعالم، ولمنطقتنا العربية بشكل خاص نموذجاً مضيئاً، ومثلاً أعلى في الممارسة السياسية السليمة على نحو جدير بأن يُحتذى به. أما نحن أبناء هذا الوطن الغالي فليس لنا إلا أن نهنئ أنفسنا على هذا الاختيار، لما لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة من مكانة خاصة في قلوبنا جميعاً، ولما قدم ويقدم من عطاء لهذا الوطن في ظل قائدنا ومؤسس دولتنا الحبيبة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. لقد تخرج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وولي عهده الأمين الفريق سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، وإخوانهما الكرام، من مدرسة القائد – رحمه الله- وجسدوا مآثره وسجاياه العطرة، وفي مقدمتها أن المسؤولية تكليف قبل أن تكون تشريفاً، وعطاء لامحدود، وعدل أصبح مضرب المثل، وإرادة صلبة لتحقيق كل ما شأنه رفعة هذا الوطن الغالي وأبنائه، والعمل على جعل دولة الإمارات في مقدمة الصفوف اقتصادياً، وسنداً وعوناً لأمتها العربية والإسلامية، وطرفاً فاعلاً وإيجابياً في النظام العالمي، ودولة جديرة بالثقة والاحترام في توجهاتها السياسية والدبلوماسية، ومثلاً أعلى في الحفاظ على السلام، وهي مكاسب ستصان وتتعزز بوجود قيادتنا الجديدة، وبفضل تكاتفنا جميعاً وراء توجيهاتها السديدة وخياراتها الرشيدة.
ونحن أبناء هذا الوطن الغالي نبايع اليوم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة على السمع والطاعة، في السراء والضراء، وعلى أن يكون كل واحد منا فداء لمصلحة هذا الوطن، وأن يسعى، في السر والعلن، لتحقيق رفعته، وإكمال ما تم إنجازه حتى الآن من مشروعات تنموية، وإنجازات حضارية عملاقة، على هذا التراب الغالي. ولن يتحقق ذلك إلا بأن نشمِّر عن سواعدنا، وننطلق بإخلاص للمساهمة في عملية البناء، كل منا في مجال تخصصه وفيما يستطيع أن يقدم فيه أحسن ما عنده من وجوه العمل والإنجاز. وعلى رغم كل المصاعب سنثبت، نحن أبناء الإمارات، للعالم أجمع، مرة أخرى، أننا شعب يستطيع رفع التحدي، وقادر على أن ينتقل من الإنجاز إلى الإنجاز، ومن طفرة حضارية إلى أخرى، وأن الغد لنا إن شاء الله، وأن مستقبلنا، مهما كانت الصعاب، مستقبل مشرق، وحافل بالوعود، بإذن الله.