أمر عصري أن يدخل "الإنترنت" على خط تفصيل الزي أو اللباس الوطني، حيث سبق أن ذكرت بعض التقارير الإعلامية أن تفصيل "كندورة" في أبوظبي بات ممكناً عبر الدخول إلى الموقع الإلكتروني لأحد محلات التفصيل وتسجيل الطلب بعد الحصول على بطاقة العضوية الإلكترونية من المحل! والأمر الإيجابي أن صاحب هذه الفكرة هو مواطن درس في الولايات المتحدة وأراد أن يجذب قطاعاً عريضاً من زبائنه الشباب الباحثين عن "الجديد" عبر الفضاء الإلكتروني. صحيح ـ كما يقول صاحب الفكرة ـ أن أذواق المواطنين تغيرت وتبدلت وأصبح الرجال يهتمون أكثر بنوع القماش وملمسه، خصوصاً الشباب محبي التميز في اللباس، ولكن كنا نتمنى على هذا الشاب المواطن وغيره من المواطنين العاملين في هذا المجال تأسيس شركة أو مؤسسة وطنية متخصصة في تفصيل "الكندورة" بأرقى المواصفات ومقاييس الجودة للتغلب على ظاهرة الارتفاع في أسعار التفصيل، التي بلغت أرقاما فلكية في بعض المحلات المعروفة في أبوظبي، وبات البعض يتحدث عن خمسمائة درهم لتفصيل الكندورة الواحدة، وتحول الأمر إلى هم يقلق المواطنين، بل إن البعض يتحدث همساً أو على استحياء عن إمكانية الاتجاه إلى ارتداء الجينز، والأزياء التقليدية للتغلب على غلاء أسعار الكنادير، ما يهدد بتحول الزي الوطني إلى "تراث" لا يظهر سوى في المناسبات العائلية والرسمية.
الغريب أن البعض يتحدث عن الأرقام الفلكية في تفصيل الكندورة، بينما هناك شركات صينية تصدر كنادير شعبية تباع في أسواقنا بمبالغ زهيدة وغريبة إذ يبلغ ثمن الواحدة نحو ثمانية أو عشرة دراهم! بالطبع قد تكون أقمشة الكنادير الصينية من النوع الذي لا يصدر"صوتا"، بعد أن أصبح "الصوت" سمة للجديد من أقمشة الكنادير، وصحيح كذلك أن تفصيل هذه الكنادير قد لا يكون على مستوى "الفينشينج" المطلوب، ولكن العقل وتجارب العقلية الصينية في الإنتاج والتوزيع ربما يقولان إن هذه العقبات الصغيرة يمكن توفيرها بسهولة جداً فيما لو ارتفع سعر التفصيل ـ حسب الأسعار الصينية ـ إلى ما يعادل عشرين أو ثلاثين درهماً حيث يمكن أن نحصل في هذه الحالة على "كندورة" بالمقاييس والشروط التي نريدها.
يبدو أن الحل يكمن في أن نولي وجوهنا شطر "خياطي" الصين وشركاتها للاستفادة من خبرتهم في صناعة واستنساخ الأفكار بداية من "فانوس رمضان" حتى الأجهزة الإلكترونية المعقدة، ولكن لا ينبغي مطلقاً أن نفكر في التخلي عن ارتداء الزي الوطني تحت وطأة ارتفاع الأسعار. ومن الممكن استغلال أفكار "التفصيل الافتراضي" والتسوق الإلكتروني لإرضاء محبي التميز وبأسعار تناسب جميع طبقات المجتمع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية