نعم نحن في عيد الحب، أرجو عدم الاستغراب، هو ليس عيد الحب المعروف بعيد العاشقين أو الفلنتاين دي valentines day كما يقولون، لكنه عيدنا نحن يا من ختمنا هذا الشهر بالبر والتقوى، مضت الأيام سريعا دونما شعور منا، لكنها كانت أيام سرور، حتى تمنى أن يكون الدهر كله رمضان كما قال عليه الصلاة والسلام، لكن من حق الكل أن يفرح، اليوم ونحن نودع رمضان، نودعه بالحب الذي لقيناه به، بالفرحة التي استقبلناه بها عندما أعلن عن هلاله، ومع هلال شوال يأتي عام جديد من الحب نلقى به كل إنسان، هذه المناسبة فرصة جديدة للمسامحة وتحمل ما لا نتحمله في غيرها نعم لقد تعلمنا من رمضان الصبر عن المباح في نهاره وها نحن نختم الشهر بالصبر مرة أخرى بحيث، نلتقي بأناس بيننا وبينهم الكثير لكن قلب المؤمن مليء بالحب الذي يفيض منه على الآخر، فالدنيا كلها لا تساوي أن نغضب من أجلها فكيف نعكر حياتنا بشحناء تفرق بيننا أن أهم ما نقوم به في هذا اليوم نشر الحب، لأن قوة الإنسان تكمن في نجاحه في الصراع الداخلي والذي جعله أناني لا يتقدم خطوة إلا اذا هرول نحوه الآخر بينما تعلمنا من الصوم المبادرة في فعل الخيرات ومنها تجاوز أخطاء الماضي وعقباته، جاء في الحديث المتفق على صحته قوله عليه الصلاة والسلام لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام، نعم هذا السلام الذي يحتفل به الناس جميعا هو عندنا دين ندين الله به، وهل هناك أفضل من السلام في هذه الأيام.
اذا كانت أمم الأرض تبتكر لها مناسبات لنشر الوئام والحب الرخيص بين الناس فالحب لدينا عبادة، وقد أبدلنا الله تعالى أياما خير من أيامهم كي نمارس فيها الحب الغالي، ونؤكده في قلوبنا وتصرفاتنا، إنني أرى العيد فرصة لا تعوض للتدرب على هذه المعاني علها تستمر معنا طوال العام، فكم نحن بحاجة إلى الحب في حياتنا، إن إظهار السعادة مبدأ هام في العيد وتأتي هذه العملية عبر العديد من القنوات منها صدقة الفطر التي يسعد بها الفقير في يوم العيد ومنها التزين وروى أصحاب السنن " إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده " ومن معاني إظهار الفرحة التبسم والضحك فكان عليه الصلاة والسلام يضحك أحيانا حتى تبدو نواجذه فلا خير في حب جله نكد وعيش يغلب عليه الضنك، دعونا اذا ندخل السرور على أنفسنا والآخرين بالتبسم والضحك لأن البسمة في وجه الآخر صدقة لا تكلفك بل تفيدك كما بينت العديد من الدراسات، انه فن السرور الذي جاء مع العيد، نعم وكنصيحة حاول في هذا اليوم أن تبتعد عن كل ما ينقص جماله من مكان أو بشر فلهم كل الأثر عليك سلبا أو إيجابا. اذهب إلى أناس يتخيرون حسن الكلام وجميله فهم الدواء لمرضى العصر الذين تعبوا من عيادة الأطباء وتناسوا أن لمرضهم أسبابا هم صنعوها، هناك فئة من البشر همهم تنكيد مثل هذا اليوم فمر عليهم مرور الكرام بالسلام وحاول أن تعيش مع من كلامهم السحر الحلال كما قال أحدهم :
وكلامها السحر الحلال ولو أنه لم يجن قتل المسلم المتحرز
إن طال لم يمل وان هي أوجزت ود المحدث أنه لم يوجز
وكل عام وأنتم بخير .