مع أهمية التحليل الوارد في مقال الكاتب جيفري كمب: «حرب غزة.. معادلة صفرية»، إلا أنني أرى أن الصراع الجاري الآن في قطاع غزة يعتبر، بالمختصر المفيد، عدواناً سافراً من قبل نتنياهو واليمين الصهيوني المتطرف، على الشعب الفلسطيني، ولا يوجد أي مبرر لهذا العدوان. وقبله كانت إسرائيل أيضاً قد اعتدت على قطاع غزة منذ قرابة ثلاث سنوات.. كما ظلت تعتدي على الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة الأخرى منذ إنشاء ذلك الكيان المحتل، الذي لا يعرف سوى منطق العنف والعدوان، ويرفض السلام. ومن المؤسف أن العالم يتعامل مع اعتداءات إسرائيل على الشعب الفلسطيني وشعوب دول الجوار الأخرى بمنطق ازدواجية معايير فجة وشبه معلنة. فعند أبسط ملف يتعلق بدول المنطقة الأخرى يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً عاجلاً تحت البند السابع ويصدر قرارات في منتهى القوة. ولكن حين تقصف إسرائيل مقرات الأمم المتحدة، وترتكب المجازر الشنيعة بحق النساء والأطفال في غزة، لا يجتمع مجلس الأمن وكأن الأمر لا يعنيه، وإن اجتمع فما يسمى «الفيتو» جاهز سلفاً لإجهاض أي قرار قوي قد يصدر عنه ضد تل أبيب. وهذه الازدواجية في المعايير تجعل المجتمع الدولي، بصراحة شديدة، في موقف أخلاقي ضعيف تجاه المجازر التي تقترف الآن في قطاع غزة. محمود فتحي - القاهرة