صعود جديد للاقتصاد الإماراتي
صعدت مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة على سلم الترتيب الدولي في مجال التجارة العالمية على مدار العقود الماضية، وأصبحت شريكاً تجارياً مهماً للعديد من الدول، فهي شريك تجاري مهم للاقتصادات الأكبر على مستوى العالم، وهي الولايات المتحدة الأميركية والصين واليابان وألمانيا، وشريك تجاري مهم للعديد من التكتلات الاقتصادية الكبرى على مستوى العالم، ومن بينها الاتحاد الأوروبي، أكبر وأنجح التكتلات الاقتصادية على مستوى العالم.
والعلاقات الاقتصادية الإماراتية الألمانية علاقات متينة، وقد أشاد الدكتور بيتر جوبفريش، الرئيس التنفيذي للمجلس الألماني الإماراتي للصناعة والتجارة، مؤخراً، بالعلاقات الممتازة، وقال إن الإمارات هي أهم شريك اقتصادي لألمانيا في العالم العربي الآن، وذكر أن هناك نحو 1000 شركة ألمانية تعمل الآن في الإمارات، وأن قيمة التبادل التجاري بين البلدين ارتفعت بنحو 10 في المئة العام الماضي مقارنة بالعام الذي سبقه، وتجاوزت نحو 15 مليار دولار، وذكر أن الاستثمارات الألمانية في الإمارات تشهد نمواً كبيراً، إذ ترتفع سنوياً بنحو 6 في المئة، وهي تتجه إلى قطاعات كالصناعات الدقيقة والطاقة بشقيها، التقليدي والمتجدد، والقطاع الصحي. وتشير هذه المؤشرات إلى متانة العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وألمانيا، وتؤكد أن هذه العلاقات تشهد نمواً مطرداً من عام إلى آخر، بما يبشر بالمزيد من العوائد التنموية للطرفين، وأن هناك إمكانات كبيرة أمامهما للاستفادة من فرص التعاون خلال الفترات المقبلة.
وجدير بالذكر أن العلاقات الاقتصادية المتينة التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة بجمهورية ألمانيا الاتحادية هي جزء من علاقتها الاقتصادية الثرية بالاتحاد الأوروبي، أحد أنجح وأكبر التكتلات الاقتصادية في العالم، والذي تعد ألمانيا أحد أكثر أعضائه تأثيراً وأهمية.
وتشهد علاقات الإمارات بالاتحاد الأوروبي بدورها نمواً متسارعاً من عام إلى آخر، فالإمارات الآن هي أكبر سوق لصادرات الاتحاد في منطقة الشرق الأوسط، ما يدل على أهميتها، باعتبارها في المقام الأول مصدراً مهماً للطلب النهائي على منتجاته، ومن ثم باعتبارها بوابة لهذه المنتجات إلى أسواق منطقة الشرق الأوسط.
والاستثمارات المتبادلة بين الإمارات والاتحاد الأوروبي بدورها قناة مهمة للعلاقات الاقتصادية بينهما، فالإمارات مستثمر مرغوب فيه في الأسواق الأوروبية، التي هي في حاجة ماسة إلى السيولة والخبرة الإماراتية، والأسواق الإماراتية بدورها في حاجة ماسة إلى الاستثمارات الأوروبية، والتي تتجه إلى قطاعات ذات أهمية خاصة للاقتصاد الإماراتي، وتمتلك قدرات تكنولوجية لها أهمية كبيرة للأسواق الإماراتية.
وفي السياق نفسه، لا يمكن تجاهل الدور الذي تلعبه السياحة كأحد محاور العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والاتحاد الأوروبي، إذ نمت السياحة المتبادلة بينهما بمعدلات كبيرة خلال السنوات السابقة، مستفيدة من تنوع المنتج السياحي بهما، ومن التسهيلات التي يقدمها كل منهما للسياحة الوافدة من الطرف الآخر، وهذه العوامل الإيجابية جعلت من الاتحاد الأوروبي الآن ثاني أفضل مصدر للسائحين الوافدين إلى الإمارات بعد منطقة الشرق الأوسط، ووضعت الاتحاد الأوروبي أيضاً في المرتبة الأولى بين الوجهات السياحية المفضلة بالنسبة إلى السائحين الإماراتيين في الخارج.
وتوضح هذه المؤشرات في مجملها مدى تنوع وثراء العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وألمانيا على وجه الخصوص، والاتحاد الأوروبي على وجه العموم، مع ضرورة التنويه إلى أن صعود الإمارات على سلم الشركاء التجاريين بالنسبة لألمانيا وللاتحاد الأوروبي، وغيرهما من الدول والتكتلات الاقتصادية العالمية، ناتج في جزء كبير منه عن الدور المتصاعد للاقتصاد الإماراتي كقوة اقتصادية ناشئة، وكأحد اللاعبين المهمين على خريطة التجارة والاستثمار العالمية.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية.