أعتقد أن جيفري كمب أصاب الحقيقة في مقاله الأخير، «غزة: بحث عن مخرج»، إذ أوضح أنه رغم الهدنة المعلنة هناك، فإن أياً من طرفي الحرب، إسرائيل وحركة «حماس»، لا يستطيع إعلان نهايتها رسمياً قبل أن تكون لديه حجة سياسية يدفع بها أمام منتقديه الداخليين، معززاً موقفه بأن الحرب كانت تستحق الثمن الباهظ الذي تكبده الناس على الطرف الذي هو فيه. وبهذا الخصوص يتعين على نتنياهو أن يثبت للإسرائيليين أن «حماس» أصابها ضعف كبير، وأنه لن تكون هناك حاجة لتكرار العمليات القتالية في السنوات القليلة القادمة، ما يعني إزالة الأنفاق وتدمير الصواريخ وطمأنة الإسرائيليين إلى أن الحركة لن تستطيع إعادة تسليح نفسها مجدداً ولا بناء الأنفاق. أما «حماس» فتتمثل حاجاتها السياسية الرئيسية في طمأنة الغزيين إلى أن الحصار ستخف وطأته وأن ما دمرته الحرب ستتم إعادة تشييده، وإلى أنه من الممكن إقامة علاقات اقتصادية مع العالم الخارجي دون الاضطرار للتهريب من تحت الأرض عبر الأنفاق. لكن بما أن المطلبين معاً يقعان في دائرة المستحيل تقريباً، فقد لا نشهد نهاية حاسمة وواضحة لهذه الحرب، الأمر الذي يحتم إيجاد مخرج لغزة وأهلها من المحنة! سالم مهني -القاهرة