مع أهمية الطرح الوارد في مقال الدكتور السيد ولد أباه: «الأزمات العربية.. دعوات الحماية والتسويات الممكنة»، إلا أنني أرى أن أفضل الحلول الممكنة للأزمات العربية الراهنة هي تلك التي يمكن أن يتم التوافق عليها في إطار عربي، بدلاً من ترك مشكلات بعض الدول العربية غير المستقرة نهباً للتدخلات الإقليمية والخارجية، ومجالاً للتدويل ولتحرك الفاعلين الإقليميين من غير الدول العربية، أو حتى الفاعلين الدوليين الآخرين. ومن المعروف أن التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية تجلب معها من المشكلات أكثر مما تأتي به من حلول، وهذا مفهوم، لأن الدول عموماً تبحث عن مصالحها، وتقدم الحلول التي تضمن تحقيق تلك المصالح على حساب الغير. ولا يمكن التوصل إلى حلول ذاتية لأزمات الدول العربية غير المستقرة إلا من خلال إيجاد نظام إقليمي عربي فعال، وقوي، وقادر على الاستجابة بطريقة ناجحة للتحديات التي تواجه تلك الدول العربية غير المستقرة مثل سوريا والعراق وليبيا وغيرها. وعندما يصبح عندنا نظام إقليمي قوي فسيكون في مقدورنا سد كافة الذرائع أمام القوى الإقليمية والدولية، بحيث لا نسمح لها بالبحث عن مواقع قدم لها في منطقتنا العربية. وليد عبد الكريم - بيروت