بابا الفاتيكان يدعو لتوحيد الكوريتين.. وعقبات أمام "الطفرة الأفريقية" هل تستجيب بيونج يانج لدعوة بابا الفاتيكان؟ وكيف ردت الصين على وصف أوباما لها بـ"الراكب المجاني"؟ وما الذي تحتاجه أفريقيا كي تصبح وجهة للاستثمار والنمو الاقتصادي؟ وما الجديد في إحياء اليابان للذكرى التاسعة والستين لانتهاء الحرب العالمية الثانية؟ تساؤلات نضع إجاباتها تحت الضوء ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. رسالة «البابا» للكوريتين يوم أمس، وتحت عنوان «السلام والمصالحة»، نشرت «كوريا تايمز» الكورية الجنوبية افتتاحية، استنتجت خلالها أن كوريا الشمالية لابد أن تلبي دعوة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان الذي يروج فيها إلى الوحدة والحوار. البابا أجرى زيارة لكوريا الجنوبية مدتها خمسة أيام، ووجه خلالها رسالة قيمة تتمحور حول المصالحة والسلام في شبه الجزيرة الكورية. وأثناء زيارته لكاتدرائية «ميودونج» وسط العاصمة سيؤول، حث البابا الكوريتين المنقسمتين إلى الاتحاد كأسرة واحدة وشعب واحد والتحلي بروح العفو المتبادل، فباب العفو يقود إلى المصالحة، وطالب بالصلاة من أجل ظهور فرص جديدة للحوار وحسم الخلافات بين الكوريتين. الصحيفة ترى أن ثمة بارقة أمل في احتمال استجابة بيونج يانج لمقترح أطلقته الرئيسة الكورية الجنوبية «بارك جوين هي» يوم 11 أغسطس الجاري المتمثل في إجراء محادثات رفيعة المستوي بين الكوريتين. علماً بأن «بارك» طرحت في يوم التحرير حزمة من مقترحات التعاون مع بيونج يانج في مجال البيئة، استناداً إلى رؤية مفادها إذا كان من الصعب إحراز تقدم في القضايا الكبيرة مثل برامج أسلحة كوريا الشمالية النووية، فإنه بالإمكان تحقيق نجاح عند التعاون في مسائل أخرى أقل أهمية. لكن كوريا الشمالية، هددت يوم الأحد الماضي، بضربات استباقية ضد سيؤول كرد فعل على المناورات الأميركية- الكورية الجنوبية المشتركة التي بدأت هذا الأسبوع، علماً بأن هذه المناورات ذات طابع دفاعي، ورغم ذلك تُصر الرئيسة الكورية الجنوبية على تحقيق طفرة، أو بالأحرى نقطة تحول في العلاقة بين الكوريتين من أجل تجاوز التوتر الراهن، عبر إيماءات تصالحية، وهذا ما تراه الصحيفة فرصة جيدة بالنسبة لكوريا الشمالية. لكن الأخيرة صمّت أذنيها عن المقترحات الكورية الجنوبية، وطالبت برفع عقوبات فرضتها عليها سيؤول يوم 24 مايو الماضي، وهي عقوبات لا تستطيع الحكومة الكورية الجنوبية رفعها بسهولة، لأن مهمة الحكومة الحفاظ على حياة الناس، وكانت تلك العقوبات رداً على تصعيد كوري شمالي أودى بحياة العشرات من الكوريين الجنوبيين، ويتعين أولاً اعتذار بيونج يانج عن التصعيد واتخاذ خطوات لمنع حدوثه في المستقبل. وإذا كان البابا فرانسيس يدعو إلى استمرار السخاء في تقديم مساعدات إنسانية للمحتاجين، فإن كوريا الجنوبية ينبغي أن تكون أكثر كرماً مع بيونج يانج وأن تجد وسائل جديدة تحصل من خلالها على مواقف وردود إيجابية من كوريا الشمالية، يأتي في مقدمتها القبول بمقترح سيؤول الداعي لمحادثات عالية المستوى، قد تمهد الطريق لمناقشات تطال أموراً مهمة كرفع عقوبات 24 مايو. رداً على «الركوب المجاني» في افتتاحيتها ليوم الخميس الماضي، سلطت «تشينا ديلي» الضوء على المقابلة التي أجراها توماس فريدمان مع الرئيس الأميركي باراك أباما في البيت الأبيض، مشيرة في مستهله إلى أن أوباما لم يكن يتوقع الزوبعة التي أثارتها تصريحاته عن الصين، خاصة في الدول الآسيوية المطلة على المحيط الهادي. وسائل الإعلام الصينية توقفت عند مقولة «الراكب المجاني» التي استخدمها الرئيس الأميركي لوصف الصين، أي أن هذه الأخيرة تتمتع بمزايا ولا تتحمل أية التزامات. الصحيفة انتقدت الوصف معتبرة إياه غير منصف وغير منسجم أو متسق مع الواقع، وهو وصف- حسب بعض المعلقين الغاضبين- يُخفي وراءه عجرفة أميركية. الصحيفة ترى أنه إذا كانت الصين تستفيد من المزايا ولا تتحمل الالتزامات- حسبما يشير مصطلح «الركوب المجاني»، فإنها توفر ركوباً مجانياً لبقية العالم، وهذا المنطق يبدو أكثر إنصافاً وتوازناً مقارنة بالوصف الأميركي، الذي التقطه أوباما من وسائل الإعلام الأميركية التي استخدمته منذ فترة طويلة. الصينيون- حسب الصحيفة- شقوا طريقهم صوب الرخاء ويستحقون ما ربحوه من مكاسب، وهم يتصرفون بلباقة أملاً في أن يتم قبولهم عضوا مسؤولاً في المجتمع الدولي. الصين الآن مشارك نشط في برامج الأمم المتحدة للمساعدات وحفظ السلام، ولديها صوت قوي في الدفاع عن السلام والعدالة في الشؤون الدولية، وبثت بكين أملاً كبيراً في التعافي من أزمتين ماليتين عالميتين، فهل هذا يعني أننا نتمتع بـ«ركوب مجاني» في المشهد الدولي، علماً بأن الحكومتين التي تطلق على الصين هذا الوصف مدينة لبكين، ومع ذلك لا تنسي الصين أنها استفادت من رؤوس الأموال الغربية ومن تقنيات وخبرات الغرب في تحقيق معجزتها الاقتصادية. هذا الوصف يثير تساؤلاً حول ما إذا كانت الصين والولايات المتحدة تبحثان عن طريقة جديدة للتعامل كقوتين عظميين، وما إذا كان يتعين عليهما مراجعة الطريقة التي يتعاملان بهما مع بعضهما البعض، هذا بالإضافة إلى إمكانية احتواء كل منهما للأدوار المتغيرة للآخر. طفرة أفريقية ولكن.. في مقاله المنشور بـ«ذي كوريا تايمز» يوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان «القدرة الأفريقية على النمو الشامل»، استنتج «سيفوتنثان شانكر» أن ثمة موجة من النشاط والحيوية تعم معظم أرجاء القارة الأفريقية، وتوجد 7 دول أفريقية من بين أكثر عشرة بلدان في العالم من حيث سرعة النمو الاقتصادي. واعترافاً من الولايات المتحدة بأهمية القارة السمراء، عقد باراك أوباما قمة أميركية- أفريقية خلال الفترة من 4 إلى 6 أغسطس الجاري. ولكن رغم ما يتواتر من أخبار جيدة عن القارة، ثمة ما يثير القلق، فحسب تقرير الأمم المتحدة عن «أهداف الألفية للتنمية»، تزايد عدد سكان دول أفريقيا جنوب الصحراء ممن يعانون فقراً مدقعاً خلال الفترة من 1990 إلى 2010 بنسبة 40 في المئة، ليصل عددهم إلى 414 مليون نسمة. وتعاني تلك المنطقة من وفيات الأطفال دون سن الخامسة، حيث تحدث بها 80 في المئة من إجمالي وفيات هذه الفئة العمرية على الصعيد العالمي. الكاتب، وهو المدير التنفيذي ورئيس مجموعة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا ببنك «تساندارد شارترد»، أشار إلى أنه خلال العقد المقبل، سيدخل سنوياً 12 مليون شاب أفريقي إلى سوق العمل، لكن 60 في المئة من شريحة الشباب تعاني البطالة، ما يعني أن توفير فرص عمل مجزية لهؤلاء الشباب تعد تحدياً كبيراً، والحل يكمن في إنعاش وتعزيز قطاعات الصناعة والزراعة وتجارة التجزئة والسياحة وتشجيع الاستثمارات المرتبطة بالتقنية، خاصة في ظل تأثير إيجابي للتقنية في تحويل الأموال عبر الهواتف المحمولة وتسهيل التجارة ما أدى إلى ظهور حزمة جديدة من الوظائف في القارة السمراء. وإذا كانت الهند نجحت في تقديم خدمات عن بعد لبلدان تبعد عنها آلاف الأميال ومن خلال «التعهيد» Outsourcing، فلماذا لا يتم تفعيل ذلك في أفريقيا؟ ولدى القارة 60 في المئة من الأراضي الزراعية غير المستغلة في العالم، وهذا يؤهلها، أو يمنحها فرصة كبيرة لتوفير الغذاء لسكان العالم الذين يزدادون عددا، ما يستوجب الاهتمام بالزراعة كنشاط استثماري، ومع ذلك تعترف بعض الدول الأفريقية- مثل نيجيريا- بأن قطاع الزراعة لديها يتراجع. أفريقيا في أمس الحاجة إلى تحسين بُناها التحتية، كالمطارات ومحطات إنتاج الطاقة والموانئ والطرق والسكك الحديدية، على سبيل المثال، نجد أن نيجيريا صاحبة أكبر اقتصاد في القارة تنتج طاقة كهربائية أقل من سنغافورة، وذلك رغم امتلاك نيجيريا احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي. وبسبب غياب شبكات نقل جوي عالية الجودة، أصبحت الخطوط الجوية المفضلة للانتقال بين كثير من العواصم الأفريقية تمر عبر إمارة دبي من خلال طيران الإمارات. الذكرى الـ 69 رصدت «يوميري تشيمبيون» اليابانية يوم الجمعة الماضي، إحياء اليابانيين للذكرى التاسعة والستين لانتهاء الحرب العالمية الثانية. إمبراطور اليابان ورئيس وزرائها جددا في قاعة «نيبون بودكان» بالعاصمة طوكيو التزامهما بالسلام، وحضر مراسم إحياء الذكرى قرابة 6 آلاف ياباني، من أجل تأبين القتلى اليابانيين الذين سقطوا في هذه الحرب والبالغ عددهم 3.1 مليون ياباني. رئيس الوزراء الياباني «شينزو آبي» أدلى بخطاب قال فيه إن السلام والرخاء اللذين تنعم بهما اليابان الآن هو نتيجة لتضحيات من سقطوا في هذه الحرب. «آبي» لم يشر إلى مسؤولية اليابان عن الضرر الذي تعرضت له دول آسيوية أخرى جراء هذه الحرب، وذلك على النقيض من خطابه أثناء إحياء الذكرى خلال العام الماضي، علماً بأن رؤساء وزراء سابقين أشاروا أثناء إحيائهم للذكرى إلى الضرر الذي سببته اليابان لدول آسيوية أخرى. إعداد: طه حسيب