المدن الأكثر تأثيراً في العالم
في التصنيف الأخير الصادر عن مجلة «فوربس» الأميركية، تمكنت المدن الإماراتية من احتلال مراتب دولية متقدمة وفقاً لمؤشر «أكثر المدن تأثيراً على كوكب الأرض»، إذ جاءت مدينة أبوظبي ضمن أبرز المدن الصاعدة حول العالم، واحتلت مدينة دبي المرتبة السابعة بين أكثر المدن تأثيراً في العالم، وتفوقت المدينتان الإماراتيتان في هذا الإطار على مدن كبرى، مثل بكين وسيدني ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو وتورنتو وغيرها من المدن الكبيرة والعريقة. وقد ربطت مجلة «فوربس» بين الموقع المتقدم الذي حلت فيه المدن الإماراتية من ناحية وما تتمتع به دولة الإمارات العربية المتحدة كبيئة صديقة للأعمال من ناحية أخرى، لتصبح مدنها وجهة مفضلة بالنسبة للشركات العالمية الراغبة في تأسيس فروع لها في منطقة الشرق الأوسط، والانطلاق منها لتعزيز حضورها على مستوى العالم. وجدير بالذكر أن مجلة «فوربس» في قياسها لتأثير المدن تستند إلى مؤشرات تقيس أداء المدن في ثمانية محاور أساسية، وهي: الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي تستقطبها المدن، ومدى توفير هذه المدن البيئة الكفيلة بترابط مقار الشركات، ومنافذ الأعمال التي تهيمن عليها هذه المدن، وخدمات الربط الجوي فيها، ومدى احتوائها على الخدمات المالية المتطورة، والطاقة التكنولوجية، والمعرفية، إضافة إلى التنوع العرقي.
وليست هذه المرة الأولى التي تحتل فيها المدن الإماراتية مثل هذه المراتب، فقد أعدت «وحدة أبحاث الاستثمار الأجنبي المباشر» التابعة لـ«فايننشال تايمز» قائمة بأفضل المدن العربية كوجهات مفضلة للاستثمار لعام 2012/2013، والتي يمكن أن يطلق عليها «مدن المستقبل»، وكانت المدن الإماراتية هي الأفضل بين منافسيها من المدن العربية في هذا الشأن، فكان هناك سبع منها إماراتية من بين تسع عشرة مدينة تضمنتها القائمة، وجاءت ست مدن إماراتية ضمن المدن والمناطق العشر الأولى في العالم العربي، في إشارة واضحة إلى تفوق المدن الإماراتية وتطورها، وزادت الصورة وضوحاً باحتلال مدينتي دبي وأبوظبي المرتبتين الأولى والثانية ضمن القائمة، وبمجيء مدن رأس الخيمة والمنطقة الغربية والشارقة والعين والفجيرة وعجمان في المراتب الرابعة والسادسة والسابعة والعاشرة والرابعة عشرة والسابعة عشرة على الترتيب، ويعني ذلك أن نصيب دولة الإمارات يبلغ نحو 42 في المئة من إجمالي المدن التي تنطبق عليها معايير مدن المستقبل بالمنطقة، ويمثل ذلك تفوقاً بالنسبة إليها كبيئة استثمارية مثالية ووجهة مفضلة للمعيشة والعمل والسياحة.
إن حيازة رضا المستثمرين الأجانب والباحثين عن ملاذ آمن للعيش والعمل والسائحين من جميع أنحاء العالم، وحيازة ثقة النسبة الأكبر بين هذه الفئات جميعاً، هي بالتأكيد ليست مهمة سهلة، وليست هدفاً قريب المنال، لكن تصنيف دولة الإمارات العربية المتحدة ومدنها في تلك المراتب المتقدمة عالمياً يعني من دون شك أنها تمكنت بالفعل من الوصول إلى غايتها، بعد أن وفرت المقومات الاقتصادية المتينة والبنية التحتية والتكنولوجية المتطورة والأطر التشريعية المرنة على أراضيها، واستثمار طبيعتها الخلابة بالشكل الأمثل، وانفتحت على العالم الخارجي من دون حساسية، وهو ما جعل المجتمع الإماراتي وجهة لاجتذاب أكثر من مائتي جنسية من جميع أنحاء العالم، يعيشون الآن في كنفه، ويستمتعون بأمنه واستقراره وتسامح أبنائه، وهذا الانفتاح بدوره أكسب الميراث الثقافي الإماراتي الثري المزيد من الزخم والثراء، كل ذلك بالطبع بفضل الذهنية المتفتحة لدى أبناء هذا الوطن، وبفضل قدرتهم الكبيرة على استغلال الإمكانات الوطنية وتوظيفها بما يلبي طموحاتهم، وبما يضع الدولة في موقع يليق بها بين الأمم والشعوب الأكثر تطوراً وتقدماً في العالم.
--------
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية.