The Atlantic «داعش» وقنابل الغاز اشتملت دورية «ذي أتلاتنتيك» في عددها الصادر مؤخراً على بعض المقالات المهمة، إحداها بعنوان «مائة عام على قنابل الغاز»، سلطت كاتبته «آنا فيجينباوم» الضوء على القنابل المسيلة للدموع، والتي تعتبر سلاحاً كيميائياً يُستخدم في الحروب وتفريق التظاهرات في الشوارع، لافتة إلى أنه في أغسطس عام 1914، أطلقت القوات الفرنسية قنابل الغاز المسيل للدموع لأول مرة على القوات الألمانية على طول الحدود بين الدولتين. وأوضحت أن قنابل الغاز جاءت نتيجة جهود الكيميائيين الفرنسيين، مع بداية القرن العشرين، لتطوير طريقة جديدة للسيطرة على الحشود، مع تفادي قيود المعاهدة الدولية المفروضة على «القذائف المعبأة بالغاز السام». ولفتت إلى أن قنابل الغاز تسبب حروقاً في العين والجلد وسيلاناً للدموع. وفي مقال آخر حول «تاريخ داعش القصير» أشار الكاتب «بوبي غوش» إلى كيفية تحول تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، المعروف باسم «داعش»، من «خيال» إلى «عصابة موت»، مؤكداً أن هذا التنظيم بدأ قبل أكثر من عشرين عاماً في عقل أبو مصعب الزرقاوي، الذي وصل إلى أفغانستان كأحد المجاهدين عام 1989، مع انتهاء القتال ضد الاتحاد السوفييتي، ثم عاد إلى الأردن وظل عنصراً فعالا في حركة الجهاد العالمية على مدار عقد كامل قبل العودة إلى أفغانستان لتأسيس معسكر تدريب للإرهابيين. وأضاف: إن الزرقاوي التقى بن لادن لكنه اختار عدم الانضمام إلى تنظيم «القاعدة». وبعد سقوط نظام «طالبان»، غادر إلى العراق إبان الغزو الأميركي له، أسس جماعة «التوحيد والجهاد» التي كانت نواة لما يعرف الآن باسم «داعش». ومن جانبه دعا الكاتب «جيفري تايلور» في مقاله «سبيل الخروج من الأزمة الأوكرانية»، الولايات المتحدة إلى إجراء محادثات مع القادة الروس والتوقف عن تهديدهم، على غرار الحوار الذي أسفر عن انتهاء الحرب الباردة. ولفت إلى أن الرئيس الروسي (بوتين) لن يرضخ لأية عقوبات تفرضها الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، مؤكداً أن العقوبات لم تسفر حتى الآن سوى عن زيادة التأييد لبوتين ولسياساته تجاه أوكرانيا. «مفاهيم المستقبل»: المرونة والواقعية اشتمل العدد الأول من دورية «مفاهيم المستقبل» الصادر مؤخراً على أربعة مفاهيم سياسية تساعد على التعامل مع البيئة الخارجية المعقدة، من خلال تحديد أبعادها وطرح خيارات «من خارج الصندوق» لإدارة العلاقات الخارجية للدول في ظل بيئة استراتيجية معقدة. وأول هذه المفاهيم هو مفهوم «الأعدقاء» (frenemy)، والذي عاد مرة أخرى ليتصدر المناقشات الدائرة حول صلاحية ثنائية العدو والصديق في التعامل مع الكيانات الأخرى في ظل بيئة معقدة، حيث أصبح من الواضح أن مقولة «إما معنا أو ضدنا» لا تصلح للتفاعل مع التطورات العالمية، فهناك طبيعة «مختلطة» للدول قد تستمر لفترة، وعلى الدول تطوير استراتيجيات بما يحفظ مصالحها. أما ثاني هذه المفاهيم فهو مفهوم البينية الداخلية- الخارجية (intermestic)، حيث تأكد أن سياسات الدول الخارجية تتأثر بمن يحكمونها، وأنه لا يمكن فصل هذه السياسات والتوجهات عن التفاعلات القائمة داخل الدول، حيث لم تعد أي دولة صندوقاً أسود، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط بعد الثورات العربية التي اندلعت منذ نهاية 2010، ومكنت بعض اللاعبين من غير الدول من لعب دور مؤثر في السياسات الخارجية لدولهم. هذا فيما يتمثل المفهوم الثالث في congagement الذي يشير إلى مزيج من استراتيجيتي الاحتواء والانخراط، وهو مفهوم روّج له ساسة أميركيون منذ منتصف القرن العشرين، وتحول إلى استراتيجية باتت تسيطر على المناقشات الخاصة بكيفية التعامل مع دول مهمة استراتيجياً، لكن وضعها مختلط، إذ هي ليست عدواً صريحاً في عدائه ولا صديقاً مخلصاً في صداقته. وربما أصبحت هذه الاستراتيجية خياراً أكثر مرونة وواقعية لبعض الدول العربية في إدارة علاقاتها مع إيران، وكذلك للولايات المتحدة في إدارة علاقاتها مع باكستان والصين. وأخيراً يشير مفهوم triplomacy إلى نمط جديد من الدبلوماسية ثلاثية الأبعاد يقوم على توظيف المؤسسات غير الحكومية بأشكالها المختلفة من قبل الحكومة، بغية إحداث تغيير في البنية الداخلية للدول التي ترتبط معها بمصالح محددة على نحو يضمن تغيراً في سياستها الخارجية بما يخدم تلك المصالح.