جاذبية سوق العمل الإماراتي
تمتد جذور النمو في فرص التوظيف في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى فترات طويلة في الماضي، وتشهد مؤشرات التوظيف في أسواق العمل بالدولة نمواً مستمراً منذ سنوات عدة، إذ لم تتأثر معدلات التوظيف في الدولة بتداعيات «الأزمة المالية العالمية» إلا في حدود ضيقة للغاية، وفي المراحل الأولى للأزمة فقط، على عكس ما حدث في معظم دول العالم، إذ سرعان ما عادت معدلات التوظيف في الدولة إلى النمو المطرد، ووصلت في بعض الأحيان إلى ثلاثة أضعاف معدلات التوظيف في العديد من دول العالم، حتى في الدول التي لم تعانِ كثيراً بسبب تداعيات الأزمة.
وقد أصدرت مؤسسة «بيت دوت كوم» المتخصصة في مجال التوظيف، مؤخراً، بالتعاون مع مؤسسة «يوجوف» للأبحاث والاستشارات، تقريراً بشأن فرص التوظيف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقد أوضح التقرير، الذي تم إعداده بناءً على نتائج مسح ميداني لاستطلاع آراء أصحاب العمل في المنطقة، أن نحو 64% من أصحاب العمل ومالِكي المؤسسات العاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة لديهم نية لتوظيف أيدٍ عاملة جديدة في مؤسساتهم خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وأن نحو 66% منهم ينوون توظيف عمال جدد خلال الأشهر الستة المقبلة، ونحو 74% منهم ينوون توظيف عمال جدد خلال السنة المقبلة، وهي النسب الأعلى على مستوى المنطقة، فيما يظهر مدى تفوق سوق العمل الإماراتي على المستوى الإقليمي، باعتباره السوق الأكثر قدرة على توليد فرص عمل جديدة في المنطقة.
وقد تأكدت هذه النتائج أيضاً من خلال نتائج أخرى خرج بها المسح الميداني المذكور، إذ أوضح نحو 71% من أصحاب العمل ومالِكي المؤسسات العاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة أن الدولة هي الأكثر جاذبية مقارنة مع أي بلد آخر في المنطقة باعتبارها وجهة مفضلة للعمل والإقامة، فضلاً عن المكانة التي تحتلها الدولة كوجهة مفضلة للاستثمار وملاذ آمن لأصحاب الأعمال، خاصة في ظل ما تمر به منطقة الشرق الأوسط هذه الأيام من تطورات استثنائية، تهدد أمنها واستقرارها وتقلص فرص الدول المتضررة منها في استقطاب رؤوس الأموال والمستثمرين، والباحثين عن عمل أو فرصة للعيش الآمن، أو السياحة على أقل تقدير.
وقد أصدرت مجلة «فوربس» الأميركية خلال الأيام القليلة الماضية تقريراً بشأن «المدن الأكثر تأثيراً على كوكب الأرض»، تضمَّن مدينتي أبوظبي ودبي باعتبارهما من بين هذه المدن، وقد عقّب التقرير على ذلك معتبراً أن دولة الإمارات العربية المتحدة أصبح لها دور مركزي على خريطة الاستثمار العالمية، في ظل بيئتها الصديقة للأعمال، وهو ما يجعل مدنها وأسواقها المحلية وجهة مفضلة للشركات العالمية، التي تتطلع إلى تأسيس فروع جديدة لها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، واتخاذ هذه الفروع قاعدة انطلاق لتعزيز حضورها على مستوى العالم. ومثل هذا التفوق للمدن الإماراتية بين أكثر المدن تأثيراً على مستوى العالم، وفي مجال جاذبية الاقتصاد الإماراتي للاستثمار والأعمال، لا يمكن فصله بأي حال من الأحوال عن المؤشرات الإيجابية التي خرج بها المسح الميداني لمؤسستي «بيت دوت كوم» للتوظيف و«يوجوف» للأبحاث. وليس ذلك كله، سواءً تعلق الأمر بنتائج مسح التوظيف أو تصنيف المدن، سوى وجه جديد من أوجه الازدهار والنمو الاقتصادي الذي تعيشه دولة الإمارات العربية المتحدة منذ فترة، ويُتوقع أن يستمر محققاً المزيد من الزخم خلال الفترات المقبلة.
ـ ـ ـ ـ
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.