لم تحدد الانتخابات الأميركية، التي أسفرت عن فوز جورج بوش بولاية رئاسية ثانية، ملامح المرحلة المقبلة للسياسية الأميركية خلال السنوات الأربع القادمة فحسب، بل حددت أيضاً شكل العلاقة بين العرب والمسلمين بصورة عامة وأميركا التي تتسيد العالم على طريقتها الخاصة، وتتقدم دائماً بمحاولاتها الاستفزازية على أية محاولة لحسن النوايا.
المرحلة القادمة صعبة وعسيرة، وهي تتطلب من قادة الدول العربية والإسلامية أن ينتبهوا جيداً لآليات التعامل السليم مع أميركا، وتحديد كيفية تسيير المصالح مع هذه الدولة التي تقود العالم لمصير غريب ومجهول لا تعرف نهايته إلا بنهاية السنوات الأربع التي يحكم خلالها جورج بوش العالم عبر بوابة الولايات المتحدة الأميركية.
والمطلوب في الحقيقة ليس فقط تسيير المصالح مع أميركا بل المحافظة على العلاقة القادمة معها دون السير في نهج التنازلات التي تتبعه أغلب الدول العربية لكسب ود البيت الأبيض.
لقد حانت اللحظة التي يعي فيها الكل حقيقة أن جورج بوش لديه مخططاً مبرمجاً للتعامل مع بعض الدول العربية التي تتخذ موقعاً سيادياً مهماً في الشرق الأوسط بصورة خاصة، وهو مخطط قد يؤدي إلى تغيير ملامح دول وتبديل كياناتها على مدار أربع سنوات قادمة لن تكون بالسنوات الخالية من الإثارة والدهشة، وربما تحمل إلينا الكثير من الشر، فنحن لن نكون بعيدين عن محور الخطر والقلاقل في أي حال من الأحوال.
علي قبيسات ـ الأردن