تعقيباً على حلمي شعراوي: حماية الخصوصية
استعرض مقال الكاتب حلمي شعراوي: «العولمة.. وتفتيت الثقافات الوطنية» بعض تأثيرات عصر الانفتاح الراهن على خصوصيات الهويات والثقافات الوطنية، وفي رأيي الشخصي أن الغزو الثقافي تحت ستار العولمة، الذي تكتسح فيه الثقافة الغربية ثقافات الشعوب والدول النامية يفرض على هذه الشعوب العمل من أجل حماية هوياتها وثقافتها وخصوصيتها، ليس بالضرورة من خلال رفض الثقافة الغربية أو عدم الاستفادة من جوانبها الإيجابية، وإنما من خلال المزيد من الترويج للثقافات الوطنية، وإعادة الاعتبار لها، والسعي أيضاً لتعريف الغرب والعالم الخارجي بصفة عامة، بكافة جوانبها القوية.
ومثلما استفادت الثقافة الغربية من إمكانات عصر العولمة والاتصال لكي تروج لنفسها يمكن أيضاً للثقافات الأخرى أن تستفيد من الإعلام ووسائل التواصل الحديثة لتعريف العالم بنفسها، ولضمان موطئ قدم لها في الثقافة العالمية بصفة عامة. وفي مثل هذا النوع من السباق والتنافس الثقافي يستفيد العالم كله ثراءً وتنوعاً ثقافياً إنسانياً لا غنى عنهما.
آدم عثمان - أبوظبي