كلمات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس المجلس التنفيذي، تُسطِّر لنا مدى اهتمام سموه حفظه الله بالكوادر ومدى الاهتمام الذي توليه قيادتنا لنا، وذلك من خلال تصريح سموه، الذي قال فيه: «كل منكم يمثل الإمارات في عمله ومجاله، وإتقانكم لعملكم وتفانيكم فيه مرآة لإتقان الإمارات، كدولة ومجتمع، لعملها وخطتها وأدائها». وأكد على ذلك وهو يوجه كلامه للمسؤولين داخل المؤسسات، وهذا ماجاء بصريح العبارات عندما قال: «نحن نُعوِّل عليكم وعلى أمثالكم في أن تحتضنوا جيل الشباب، وتصبروا عليهم وتمدوهم بالثقة والعزيمة وتنقلوا لهم المعرفة والخبرة». أصبح ملحوظاً للعالم التطور الذي حققته الإمارات خلال الفترات الأخيرة، وذلك نتيجة للجهود الكبيرة التي تم بذلها كدولة تنشد التطور والتقدم العلمي في كافة المجالات، وهذا ما لمسناه كشعب إماراتي من قادتنا.. وكل ذلك ماهو إلا دليل على مدى الاهتمام بالكوادر الإماراتية. ففي السنوات الماضية كانت الامكانيات غير المتاحة هي العائق الوحيد الذي يحول بين الكفاءات وبين الإنجاز لقلة توافرها. ولكن اليوم لسان حال الواقع يقول إن كثرة الإمكانيات المتاحة هي العائق الذي يحول بين الكفاءات وبين استخدام قدراتهم الذهنية. فزيادة الإمكانيات ربما أدت إلى الفتور المهني لدى البعض وهذا ما تسبب فيه بعض المسؤولين داخل دهاليز المؤسسات. ومن واجبنا كأبناء لهذا الوطن المخلص أن نقف صفاً واحداً، لتجنب أية ممارسات تحول بين الشخص وأدائه. فمن غير المنطقي أن يقبل الموظف أية وظيفة وهي لا تمت بصلة لدراسته أو اهتمامته. ومن المؤسف أن يبحث الموظف عن فرص متاحة أخرى، تتناسب مع طبيعة عمله وفي الواقع هنا لا يبحث عن عمل مناسب، وإنما يبحث عن بيئة عمل مناسبة، فمن الضروري أن يكون على صلة دائمة بمجال علمه، ويحتاج إلى أن تكون لدية الفرصة للانطلاق. عندما لا تتوفر للكوادر الوطنية فرص المشاركة في البحث فضلاً عند عدم وجود منافسة شريفة وعادلة بين الكفاءات يظهر عدم الاستقرار الوظيفي الذي يجعل الجو العام غير ملائم للعمل وللتقدم والإنجاز. وتعود الأسباب هنا إلى جهل أولئك الإداريين بأمور يتولون مسؤوليتها. إذا لم نكن نطالب هؤلاء الذين لا يجدون الدعم بحصد كل الفرص لمصلحة الأداء الوظيفي، إلا أننا على الأقل توقعنا منهم أداءً مشرفاً. وما لم نتحل بالشجاعة الكافية التي تؤهلنا لممارسة نقدية موضوعية، لا تفرق بين هذا وذاك، فإنني لا أتوقع أن نتقدم ولو شبرا واحدا حتى وإن امتلكنا كل عقول الدنيا. وأبلغ دليل على ذلك أننا حتى عندما تتوفر لنا الإمكانيات نسيء توظيفها..فلنتخيل جميعا أن يكون مؤشر قياس أداء الفرد هو المزاجية لدى بعض الأشخاص، فبقدرة قادر أصبح المتفوق علمياً ومهنياً والحاصل على أعلى المراتب في ليلة وضحاها يحمل كافة الصفات السلبية! والتي لا يعرف هو بنفسه لماذا اتصف بها؟ أخيراً، لابد أن نسعى جميعاً، كلٌ من مكان عمله، في أن نخلق الجو المهني الملائم للحصول على أفضل ما لدى الموظف، وأن نخلق روح التنافس الشريف بين الأشخاص، وأن تكون هناك طرق مهنية تليق بمستوى الإمارات، وإمكانياتها وخلق روح التفائل والعطاء، والاخلاص لله والوطن وبناء هذا المجتمع. ـ ـ ـ ــ مهره سعيد المهيري كاتبة إماراتية