تعقيباً على د. أحمد عبدالملك: تجربة مثمرة
تحت عنوان «الاتحادات الإقليمية.. والدولة الوطنية»، تطرّق الدكتور أحمد عبدالملك في مقاله الأخير إلى بعض التجارب والمحاولات العربية المعاصرة لإقامة تكتلات إقليمية تحقق قدراً مقبولا من التكامل أو حتى مجرد التعاون الجماعي لصالح دولها، وقد حالفه التوفيق في تشخيص الأسباب الرئيسية لفشل كثير من تلك المحاولات، إذ ذكر أن أهم العوامل التي أدت إلى انشطار العديد من الاتحادات الإقليمية هو التسرع والاندفاع والحماس القومي والعاطفي الذي لم يدع للقائمين على تلك الاتحادات فرصة لدراسة العوامل التي من شأنها أن تؤمّن لها النجاح المبتغى. ووسط خريطة الإخفاقات الواسعة التي منيت بها كل النماذج العربية المشابهة، يبقى مجلس التعاون الخليجي التجربة العربية الوحيدة الناجحة في هذا المجال، وذلك لكونه اتسم بالتدرج والعقلانية في خططه للتعاون، وانتقل من مرحلة إلى أخرى من دون أن يحرق ما بينهما من مراحل فرعية. لذلك نأمل لهذا المجلس أن يواصل عمله بنجاح وفي انسجام وأن يتخطى أي عثرات عابرة في طريقه نحو الاتحاد والاندماج الإقليمي البنّاء والمثمر لصالح دوله الأعضاء.
سالم أيمن -دبي