تساءل الدكتور إبراهيم البحراوي في مقاله الأخير: «هل ينجح الحوار الليبي؟»، وذكّرنا بأمرين في غاية الأهمية: الأول أن التدخل العسكري الغربي في ليبيا عام 2011، والذي جاء تحت مظلة الأمم المتحدة، كان هدفه المعلن حماية السكان المدنيين، وذلك يفسر لنا لماذا أوقفت القوات الغربية عملياتها مباشرة عقب إسقاط النظام ودون مساعدة الليبيين على إعادة بناء نظام جديد. وهناك اليوم كثيرون يرون أن مصالح الغرب هي التي جعلته ينسحب تاركاً الساحة الليبية مفتوحة للصراع بين تيار الإسلام السياسي وسائر قوى المجتمع الليبي. أما الأمر الثاني فهو قول محمود جبريل بأنه لمس اهتمام الولايات المتحدة بتمكين «الإخوان» وحلفائهم من الحكم، كما لاحظ بأن القوى الغربية حرصت على عدم إعادة بناء الجيش الليبي بعد الثورة. وانطلاقاً من ذلك استنتج مع الكاتب أن النية كانت مبيتة لدى القوى الغربية لترك الساحة الليبية في حالة من فراغ القوة تمكّن التيار الإسلامي من السيطرة، وهذا ما حققته مليشيات «فجر ليبيا» ذات التوجه الإسلامي في طرابلس بعد انتخاب البرلمان الجديد. عياد كمال - تونس