دعوة يابانية لإصلاح مجلس الأمن.. وبوتين فشل في تحقيق أهدافه طوكيو تسعى لزيادة عدد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وفلاديمير بوتين لم ينجح خلال عامين في تحقيق أهدافه، والكنديون يطالبون رئيس وزرائهم بمزيد من الشفافية حول مشاركة أوتاوا في الحرب على «داعش»... موضوعات نضعها تحت الضوء ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. مقعد دائم لليابان يوم السبت الماضي، وتحت عنوان «يتعين على اليابان أن تبذل جهداً استراتيجياً كي تصبح عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي»، رأت «يوميري تشيمبيون» اليابانية أن إصلاح مجلس الأمن مهمة ملحة، لاسيما في ظل تشابك المصالح بين الدول المعنية. اليابان التي تهتم كثيراً بالأمم المتحدة، يتعين أن يكون لها دور ريادي في إصلاح مجلس الأمن. وفي خطابه أمام الجمعية العامة للأم المتحدة يوم الخميس الماضي، قال «شينزو آبي» إنه يأمل في أن تكون الذكرى السبعون لتدشين الأمم المتحدة نقطة تحول، تستطيع من خلالها الدول التي تجمعها أهداف مشتركة حسم مسألة طال انتظارها، وهي إصلاح الأمم المتحدة، بطريقة تعكس واقع القرن الحادي والعشرين. وضمن هذا الإطار، تسعى اليابان لأن تكون عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي. وهذا الأخير يعاني من اختلالات نتيجة لصراع الأعضاء الخمسة الدائمين، وحيازة كل منهم لحق النقض «الفيتو». فالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين فشلوا في التعامل مع النزاعات الدولية. ويأتي ضمن هذا الإطار ضم روسيا لإقليم القرم والأزمة الأوكرانية، وحتى التحالف الدولي لضرب تنظيم «داعش»، يأتي نتيجة القيود المفروضة على مجلس الأمن. يوجد مقعد دائم واحد فقط بمجلس الأمن تشغله الصين، وتتوزع العضويات غير الدائمة على دول آسيا وأفريقيا، وذلك رغم وجود دول آسيوية مكتظة بالسكان. وتأمل الصحيفة في أن يستعيد مجلس الأمن دوره ووظيفته، إذا تمكن من تجاوز تحد رئيس يواجهه منذ فترة طويلة، وهو الفوارق الإقليمية في تمثيل الأعضاء للمناطق المختلفة من العالم. الصحيفة تشير إلى «مجموعة الأربعة» التي تضم دولاً تطمح في الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن: اليابان وألمانيا والهند والبرازيل، علماً بأن وزراء خارجية هذه الدول أجروا اجتماعاً في نيويورك وأصدروا بياناً يسعون فيه إلى حشد دعم جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لمشروع إصلاح مجلس الأمن الدولي في العام المقبل. الصحيفة نوهت إلى أن مجموعة الأربع طرحت في عام 2005 زيادة عدد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن لكنه جوبه برفض صيني- أميركي. ويتعين على المجموعة استيعاب الدرس والسير في اتجاه تعاون استراتيجي مع أفريقيا التي لديها عدد كبير من الأصوات، مع السعي للحصول على قبول الولايات المتحدة والصين. رئيس الوزراء الياباني تطرق في كلمته لرغبة طوكيو في التركيز على مد يد العون في مجال منع النزاعات وإعادة الإعمار، على أن يحظى تمكين المرأة بنسبة من المساعدات الخارجية التي تقدمها. بوتين..حصاد عامين تحت عنوان «الغرب يعطي بوتين جرعة كبيرة من الثقة»، كتب «جورج فوربج» مقالاً يوم الخميس الماضي في «ذي موسكو تايمز» الروسية، استهله بالقول إن روسيا طوال قرابة عام خلعت قفاز التحدي للغرب، ففي الأزمة الأوكرانية أبدت موسكو اعتراضاً واضحاً على مساعي كييف للتكامل مع أوروبا الموحدة. وتحولت المسألة إلى حرب بين الكريملن وجارة صغيرة، وبدأت أجواء المواجهة بين الغرب وروسيا، أو بالأحرى أجواء الحرب الباردة في العودة من جديد. بوتين أبدى ثباتاً وعزيمة وعناداً، بينا ظهر الغرب ضعيفاً ومتردداً ومشوشاً. وبدت موسكو كما لو أنها تحرز نصراً تلو الآخر، ما أجج اليأس لدى من يعانون من العدوان الروسي سواء في أوكرانيا أو في مناطق أخرى من العالم. وحسب «فوربج»، زميل «صندوق مارشال الألماني» في الولايات المتحدة، فإن الرئيس الروسي منذ عودته عام 2012 إلى الكريملن في فترة رئاسية ثالثة، تعهد باسترداد مكانة روسيا على الصعيد العالمي، على أمل ظهور نظام عالمي متعدد الأقطاب لا يهيمن عليه الغرب، وتلعب فيه روسيا أدواراً محورية. وكي تطبق موسكو رؤية بوتين، شرعت في تحقيق التكامل مع محيطها الإقليمي السوفييتي السابق من أجل تدشين تكتل إقليمي خاص بها، وفي الوقت نفسه، تضع حداً للتكامل الأوروبي- الأطلسي الذي اقترب من حدودها الغربية. كما سعت روسيا إلى بناء تحالفات جديدة مع الشرق الآسيوي ومناطق أخرى من العالم. ومع ذلك بدا واضحاً أن بوتين فشل خلال العامين الماضيين في تحقيق ما كان يرنو إليه، فالاتحاد الأوراسي لم يحقق الجاذبية المنشودة لجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق. فتلك الجمهوريات لديها الآن أجيال مغرمة بالاستقلال. كما أن الأزمة الأوكرانية، وموقف موسكو منها جعل جيران روسيا يفكرون في المخاطر التي قد تواجههم عند الدخول في علاقات اقتصادية مع روسيا. ويرى الكاتب أن روسيا ستشعر بأن الاتحاد الأوراسي سيصبح مصدر استنزاف لمواردها بدلاً من أن يكون وسيلة لتعزيز نفوذها الإقليمي والعالمي. وحسب الكاتب يبدو أن بوتين فشل في دق إسفين بين الولايات المتحدة وأوروبا، فبعد شهور من التردد الغربي تجاه الأزمة الأوكرانية، استعاد الاتحاد الأوروبي و«الناتو» تكاتفهم ، وتم إقرار موجات من العقوبات ضد روسيا، وسرّع الاتحاد الأوروبي اتصالاته بأوكرانيا وجورجيا ومولدوفا، وعاد «الناتو» إلى مهمته الأساسية المتمثلة في الدفاع عن أعضائه خاصة في أوروبا الشرقية. وبدلاً من أن يحد بوتين من النفوذ الغربي، فإنه جعل التحالف الأوروبي الأطلسي يقترب من حدود بلاده، أكثر من أي وقت مضى. ومن ناحية أخرى بالغ بوتين في توقعاته الخاصة بالدعم الدولي الذي قد يلقاه جراء تحديه للغرب في الأزمة الأوكرانية. فلم تسانده أي دولة من أعضاء مجموعة «بريكس» التي تضم روسيا والبرازيل والهند والصين. ويرى الكاتب أن الصين استفادت كونها أبرمت مع روسيا صفقة غار طويلة الأجل، مستغلة أجواء العزلة التي تعيشها موسكو جراء الأزمة الأوكرانية، ناهيك عن أن العقوبات الغربية على روسيا جعلت اقتصادها على حافة الركود، وسيتعرض قطاع الطاقة الروسي لمخاطر مستقبلية، لأنه بسبب تلك العقوبات لن يستطيع الحصول على التقنيات الغربية. «هاربر» وضبابية المشاركة أول أمس الأحد، وتحت عنوان «يتعين على ستيفن هاربر توضيح دور كندا في محاربة داعش»، نشرت «تورونتو ستار» الكندية افتتاحية، أشارت خلالها إلى أن كندا لا تزال تنظر رئيس الوزراء الكندي كي يستشير البرلمان بخصوص دور بلاده في محاربة «داعش». الصحيفة تقول أبدى «هاربر» التزام بلاده بالحرب المتصاعدة ضد الجهاديين في العراق وسوريا، لكنه لم يوضح شيئاً حول هذا الأمر أمام مجلس العموم الكندي، ولم يفتح حواراً حول طبيعة الدور الكندي، أو يدعو المجلس للتصويت على هذه المشاركة. الصحيفة تنتقد ما تراه غموضاً في موقف «هاربر»، وتذكّر بأن أوباما ألقى خطاباً ليحيط الأميركيين علماً بخططه التي وضعها لهزيمة «داعش»، وقدم إيجازاً للبرلمانيين في بلاده وحصل على توافقات حزبية بشأن الموقف الأميركي من «داعش». وحتى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، شن حملات جوية ضد «داعش» وحذر من أن الحرب قد تمتد لسنوات طويلة. وفي أستراليا طرح رئيس الوزراء «توني آبوت» خطته للمشاركة في الحرب وفتح سجالاً برلمانياً بشأنها. وتشير الصحيفة أيضاً إلى أن كندا هي الحليف الأميركي الوحيد الذي لديه مستشارون على الأرض يشاركون في دعم القوات العراقية. وترى الصحيفة أنه إذا لم يتحقق توافق برلماني على دور كندا في محاربة «داعش»، فإن السبب في هذه الحالة هو أن رئيس الوزراء الكندي لم يحاول بذل جهد لصياغة هذا التوافق. واستغربت الصحيفة من أن «هاربر» أعلن في نيويورك أن بلاده ستوسع انخراطها في الحرب على «داعش»، وترى أن عليه إبلاغ الكنديين بما إذا كانت الطائرات الحربية الكندية ستحلق قريباً فوق العراق وسوريا، وهل سيرسل المزيد من الخبراء العسكريين إلى العراق، وما هو عددهم؟ وماذا عن المهمة التي سيقومون بها؟ وهل هي مهمة تعرضهم للخطر؟ وما هي مدة بقائهم في العراق؟ وينبغي على هاربر الإفصاح عن نوع الأسلحة والمعدات التي ينوي نشرها في ساحات الحرب ضد «داعش»، فهل كندا مستعدة لإرسال طائرات استطلاع ومراقبة، أم وسائل نقل أو تجهيزات قتالية؟ الصحيفة تقول إن رئيس الوزراء الكندي أعلن إرسال خبراء عسكريين إلى العراق أثناء قمة حلف شمال الأطلسي في ويلز ولم يفصح عن ذلك أمام البرلمان الكندي، الآن حان الوقت كي يفصح «هاربر» لشعبه عما يدور في ذهنه حول الحرب على «داعش» والانخراط الكندي فيها، فالكنديون ينتظرون منه إزالة الضبابية عن مشاركة «أوتاوا» في هذه الحرب. إعداد: طه حسيب