قد يكون «رومني» 2012 قد استفاد حقاً من التكهنات حول «رومني» 2016. فعندما كان «ميت رومني» مرشحاً جمهوريا للانتخابات الرئاسية، كان يعاني من طفرات حماسية صغيرة للمنافسين الآخرين، حيث كان حكماء الحزب الجمهوري يبحثون عن بدائل أمثال «كريس كريستي» أو «جيب بوش». والآن، حيث لا يترشح «رومني» للرئاسة أصبح شخصاً مرغوباً فيه. وتثار تساؤلات عما إذا كان هو الفارس الأبيض القادر على إنقاذ الحزب من ضعفه الحالي؟ وقد أنكر حاكم ماساتشوستس السابق أنه يريد الترشح ثانية. لكن «بايرون يورك» من مجلة «واشنطن إكزامنر» يقول إن رومني «يوازن بعناية سلبيات وإيجابيات الترشح مرة أخرى». ويتمتع «رومني» بميلاد جديد بسبب خيبة الأمل في الرئيس «باراك أوباما» إلى جانب بعض التحديات الخاصة. وفي استطلاع للرأي أجرته شبكة سي إن إن، قالت أغلبية من الأميركيين (53 في المائة مقابل 44 في المائة) إنهم سيصوتون لمصلحة «رومني» مقابل «أوباما». وفي صفوف الحزب الجمهوري، يبدو «رومني» أكثر جاذبية، بينما يفقد «كريستي» و«بوش» و«سكوت ووكر» قليلاً من تألقهم. وعندما كان «رومني» مرشحا، كانت ولاية «إيوا» تتعامل معه بخشونة، ولكن في شهر أغسطس، كان أكثر نجاحاً في استطلاعات الرأي هناك. ولكن هل يعد «رومني» مرشحاً أقوى من المرشحين الحاليين؟ إن رئاسة «رومني» التي يخيل أنها لن تشوبها شائبة تبدو جيدة مقارنة مع حقيقة رئاسة أوباما – خاصة إذ ركزت على قلق «رومني» من التهديد الذي تشكله روسيا. وهناك أيضا قدر كبير من سوء الإدارة في قسم شؤون قدامى المحاربين، إلى جانب التنفيذ السيئ لبرنامج «أوباماكير» وسوء تقدير التهديد الذي يشكله «داعش» كما اعترف الرئيس «أوباما» بنفسه. كل ذلك يشير إلى فشل الإدارة في المهام الرئيسية، الأمر الذي يخلق الشهية لشخص له خبرة رومني التنفيذية – أو أي خبرة تنفيذية على الإطلاق. ولكن المهمة التي تنتظر رومني، إذا اختار الترشح، ليست أن يكون رئيساً جيداً، ولكن أن يكون مرشحاً جيداً، خاصة أن لديه كل الأسباب القديمة التي سببت له مشاكل في سباق 2012. ويتمثل التحدي الأول لرومني في اختبارات النقاء في الانتخابات الأولية للحزب «الجمهوري»، حيث سيواجه نفس الشكوك من «المحافظين الاجتماعيين» الذين لديهم تحفظ على عقيدته ومن زملائه في حزب «الشاي»، الذين لا يعتقدون أنه من «المحافظين» الحقيقيين. ويواجه رومني أيضاً عقبات كبيرة حول قضية الهجرة. وقد أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز «جالوب» مؤخراً أن الناخبين «الجمهوريين» يهتمون بهذه القضية أكثر من أي شيء آخر. ويؤيد رومني «الترحيل الذاتي» لمن يحملون وثائق غير رسمية، الأمر الذي قد يجعله في موقف صعب في 2016. فهل يغير «رومني» موقفه أو يتمسك به ويواجه غضب المعتدلين الأثرياء الذين هم أكثر تأييداً له؟ والمشكلة الكبيرة الأخرى التي تواجه «رومني» هي دور البطولة الذي أداه في فيديو «47 في المائة» والذي أشار فيه إلى أن هناك 47 في المائة من الناس الذين سيصوتون للرئيس أوباما لأنهم يعتمدون على الدعم الحكومي. وإذا قرر «رومني» الترشح مرة أخرى، فإنه سيواجه نفس المنافسة المثيرة للجنون التي سحقته المرة السابقة. جون ديكرسون محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»