تعزيز شراكة المعلم في العملية التعليمية
وضعت دولة الإمارات العربية المتحدة هدف الوصول إلى نظام تعليمي رفيع المستوى من الطراز الأول، ضمن أجندة الرؤية الاستراتيجية للإمارات 2021، فالقيادة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله- لديها إيمان مطلق بأن «العلم أساس تقدم الأمم»، لذا حرصت الإمارات على إيجاد الآليات وإطلاق المبادرات لتطوير المنظومة التعليمية بعناصرها كافة. وفي هذا الإطار أعلنت وزارة التربية والتعليم منذ أيام تشكيل مجلس للمعلمين، ليكون مجلساً استشارياً لوزير التربية والتعليم في المرحلة المقبلة، على أن يتكون من 277 معلماً ومعلمة، يمثلون جميع التخصصات والمجالات، ومختلف المناطق التعليمية، ليكونوا ضمن دائرة صناعة القرار والتخطيط ورسم السياسات التعليمية في الإمارات. وجاء الكشف عن هذه الخطوة بالتزامن مع مناسبة اليوم العالمي للمعلمين، والذي يوافق الخامس من أكتوبر من كل عام، ليشكل تقديراً من الإمارات ممثلة بوزارة التربية والتعليم للدور المهم للمعلم، ودعماً للمعلمين، وذلك التزاماً النهج الذي رسخه المغفور له -بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويسير عليه ويرسخه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
إن أهمية إنشاء هذا المجلس تتضح لكونه سيمثل منظومة مؤسسية ستخدم أهداف المشاريع التنموية، التي جاء في مقدمتها بناء منظومة تعليمية متطورة، تنسجم مع تطلعات الإمارات نحو تحقيق الريادة، وأن تكون الدولة من بين أفضل دول العالم في الذكرى الخمسين لإنشائها وفق «رؤية الإمارات 2021»، كما يشكل المجلس أداة وصل بين المعلمين والقيادات التعليمية في الدولة، وسيساهم عبر تفعيل مشاركة المعلمين في تطوير العملية التعليمية، لاسيما المتعلقة بتطوير أداء المعلم، في إيجاد أفضل آليات التطوير المهني للمعلم، وذلك من خلال استعراض المعلمين للمعوقات والمشكلات التي تواجههم، للبحث عن الحلول الناجعة لها وكيفية مواجهة التحديات المستقبلية. وستؤدي اللقاءات المتكررة التي سيعقدها المجلس بين المعلمين من جميع مدارس الدولة، إلى تعزيز ثقافة الحوار وتبادل المعارف والتجارب والخبرات وتحسين البيئة التعليمية، كما يمكن من خلال هذا المجلس الاستشاري بناء الخطط المستقبلية للنظام التعليمي، بما يتواكب مع متغيرات العصر.
وفي إطار وعيه بدوره في خدمة أهداف التنمية، وفي القلب منها التعليم، كان مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، من أول المؤسسات التي تبنت تحقيق هدف توفير منصة للمعلمين للتعبير عن آرائهم تجاه العملية التعليمية وسبل تطويرها، خاصة من خلال مؤتمره السنوي حول التعليم، والذي يقيمه منذ عام 2010، وقد تمحور المؤتمر السنوي الخامس للتعليم 2014، الذي نظمه المركز مؤخراً، حول المعلم، حيث جاء تحت عنوان «التعليم والمعلم: خلق ثقافة التميز في المدارس»، فمن خلال جلساته التي تناولت موضوعات عدة، من ضمنها توطين التعليم، وتقويم البرامج، سواء التأهيلية للمعلمين قبل التحاقهم بوظائفهم أو التطويرية لتحسين أداء المعلم للارتقاء بجودة التعليم، فقد سلط الأضواء على أهم التحديات التي يواجهها الكادر التعليمي، كما حفل بالعديد من التوصيات المهمة من واقع خبرة القائمين على العملية التعليمية بالدولة، وعلى رأسهم المعلمون والمعلمات، والتي كان من أبرزها تحسين أوضاع المعلمين، بما ينسجم والمنجزات التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة.
إن الحقيقة التي تكشفها مبادرة إنشاء مجلس استشاري لوزير التربية والتعليم من المعلمين، هي إيمان الإمارات بأن المعلمين هم الأقدر على فهم الواقع التعليمي ورصد احتياجاته ومتطلبات تطويره بحكم خبرتهم العملية، والمأمول من هذا المجلس أن يعمل على تحقيق التواصل مع الجهات المعنية بالتعليم، وفي مقدمتها المناطق التعليمية بالدولة، ومجالس أولياء أمور الطلبة، وغيرها، للعمل على بلورة استراتيجية تعليمية تنهض بالمنظومة التعليمية الإماراتية.