أميركا والرهان على الطائفية
ذكرت وكالات الأنباء في الآونة الأخيرة بأن عمليات القتل الطائفي تتصاعد في الفترة الأخيرة داخل الساحة العراقية الملتهبة. لكن ما يلفت النظر أن عمليات القتل هذه تجري دون تحرك كافٍ من القوى العراقية النافذة على الصعيد الشعبي والاجتماعي للجم هذا الخطر، ومن ثم تفعيل توجيه القيادات الدينية التي عارضت مثل هذه الأمور بشدة خصوصاً ما ركزت عليه في الآونة الأخيرة نصائح المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني بأن على العراقيين أن يتكاتفوا جميعاً من كافة الديانات والطوائف لإنجاح العملية السلمية التي يراد منها بناء العراق الجديد.
الفلوجة التي للأسف لم يستطع القيمون عليها لجم نشاطات غير طبيعية للجماعات المسلحة التي جاءت وعلى قول المثل (بالدب إلى كرمها) من خلال القيام بممارسات عبثية بكل ما للكلمة من معنى: حرق جثث، التمثيل بها، قطع رؤوس، خطف رهائن، تجارة بالمخطوفين، وغيرها من الأمور التي يقف الإنسان عند تفاصيلها في ظاهرها وباطنها. بعد هذه المدينة سيأتي دور مدن عديدة لكن ما تطالعنا به الأخبار من وكالات أنباء ومراسلين عديدين حتى لا نقف على توجهات واحدة، هو أن أعمال العنف تتصاعد بوتيرة مؤسفة في مدينة "اللطيفية" التي تعتبر جسر عبور للمدن الجنوبية، فقد قام المسلحون خلال الآونة الأخيرة بقتل العديد من أفراد الشرطة والحرس الوطني والتمثيل بجثثهم على الشاكلة "الفلوجية"، وبعدها قاموا بتفجير الجسر الوحيد الذي يربط العاصمة بالجنوب ذي الأغلبية الشيعية، ما قد يؤجج مشاعر الشيعة في هذه المنطقة. إذا كنا نريد أن نضع حداً سريعاً وحلا جذرياً لتدخل أميركا في الشؤون العراقية وشؤوننا الإسلامية ينبغي على الذين يقومون بعمليات مسلحة ألا يجعلوا أميركا تنتصر من خلال الرهان على الطائفية.
وسام ترحيني- لندن