تحت عنوان «كتابة التاريخ بين الذاتية والموضوعية»، تطرّق السيد يسين لمسألة دقيقة وحساسة، كرس لها المتخصصون في مناهج العلوم الإنسانية الحديثة جهداً ووقتاً غير قليلين، ألا وهي مسألة المنهج وقواعده في هذه العلوم، وما يعتري العلاقة بين الدراس وموضوعه من تأثيرات تدخل تحت مقولتي الذاتية والموضوعية. وإحدى أبرز المشكلات في هذا الشأن، كما أوضح المقال، هي قضية الموضوعية في كتابة التاريخ. والواقع أن مسألة الذاتية والموضوعية شغلت فلاسفة علم الاجتماع ردحاً طويلاً من الزمن، لكن بعد ذلك أصبحت المسلّمة السائدة هي أن الخطاب العلمي السوسيولوجي لا يمكن أن يكون موضوعياً بهذا المعنى، وأنه على العكس من ذلك، يمكن للذاتيات المتعددة (أو بالأحرى الأطر النظرية المتنوعة) أن تثري البحث العلمي. وبالإضافة إلى مشكلة الذاتية والموضوعية، ثمة مشكلة أخرى لا تقل أهمية، وهي تعدد أساليب كتابة التاريخ، وليس فقط مناهجه. محسن عمر -أبوظبي