كان لمعالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد الإماراتي، تصريح خلال الأيام القليلة الماضية أكد فيه "حرص الإمارات الدائم على الحوار والنقاشات، بما يسهم في تحقيق التنمية والتطور في المجتمع الإنساني، ويساعد في إيجاد الحلول للقضايا والمشكلات الراهنة". وقد جاء هذا التصريح ضمن الإجراءات التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة هذه الأيام، استعداداً لاستضافة قمة "مجالس الأجندة العالمية 2014". إن استضافة أي دولة لإحدى القمم والاجتماعات الدولية المهمة عشر دورات كاملة، كما هي الحال في استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لقمة مجالس الأجندة العالمية، بداية من عام 2008 حتى عام 2018، هي دليل على مدى أهمية دورها على الساحة الدولية، ومكانتها كمنصة للحوار العالمي حول القضايا المهمة، كالتحديات البيئية وقضايا الطاقة وتحديات الأمن الغذائي والقضايا الاستراتيجية في التعليم والصحة، وجميع الموضوعات ذات التأثير في مستقبل البشرية. ويجسد الحرص الكبير من قبل القادة ومتخذي القرار والمتخصصين والأكاديميين والخبراء من جميع أنحاء العالم، على حضور هذه القمة، التي يتعدى عدد المشاركين فيها ?1000 شخصية بارزة، حجم ومستوى الثقة التي تحظى بها دولة الإمارات العربية المتحدة كمنصة مثالية لنجاح القمة في تحقيق أهدافها؛ فهؤلاء المشاركون يعون بالتأكيد أن الإمارات أصبحت مركزاً عالمياً لتبادل الأفكار، وبوتقة لالتقاء الخبراء والمختصين والقادة، وتلاقي الثقافات والشعوب من جميع أنحاء العالم، في ظل سياساتها المنفتحة والمتسامحة مع جميع دول العالم، وفي ظل ما تتمتع به من مرونة كبير في أطرها التشريعية والتنظيمية والتنوع الثقافي والمجتمعي. وهي بعينها الدوافع التي جعلت المؤسسات الدولية، مثل "صندوق النقد الدولي" و"البنك الدولي" و"منظمة التجارة العالمية" وغيرها من المؤسسات الدولية والإقليمية، تحرص على إرسال ممثلين لها لحضور القمة، فيما يؤكد ثقة هذه المؤسسات المهمة بأن دولة الإمارات العربية المتحدة، تمتلك من المقومات ما يجعل منها بيئة مثالية لإنجاح أي حوار دولي بشأن أي تحدٍّ أو قضية ملحة في العالم. ما يمر به العالم الآن من اضطرابات سياسية وأمنية، فضلاً عن التغيرات الاقتصادية والاجتماعية وكذا التغيرات المناخية، تجعل من القمم العالمية المهمة، محط أنظار العالم، إذ تتطلع شعوب العالم، وخصوصاً تلك الشعوب التي تقع في بؤرة تلك الاضطرابات، إلى ما يتم اتخاذه من قرارات ضمن هذه القمم، وما تخرج عنها من توصيات، أملاً في أن تسهم القرارات والتوصيات في الحد من الاضطرابات التي تهدد حياتهم اليومية، وأن تجد سبلاً للتعامل مع تداعياتها السلبية ومعالجة الواقع المضطرب الذي يعيشونه. وبطبيعة الحال ينطبق هذا الأمر على "قمة أجندة المجالس العالمية"، التي ستجعل من دولة الإمارات العربية المتحدة محط أنظار العالم، طوال فترة انعقادها، فيما يعزز مكانة الإمارات ودورها المؤثر في الساحة الدولية. الأسس الراسخة التي تنبني عليها السياسة الخارجية للإمارات، هي التي جعلت منها هذا اللاعب الدولي صاحب الدور المؤثر، فسياستها الخارجية تتبنى الحوار كآلية للاتصال والتقارب بين الشعوب، ووسيلة للتعايش السلمي والبنَّاء بين الحضارات والثقافات المختلفة، والإيمان بهذه المبادئ والالتزام بها على مدى العقود الماضية، جعل منها مشاركاً فاعلاً في كل التحركات والفعاليات الإقليمية والدولية الهادفة إلى خدمة الإنسانية، وفي بناء مستقبل العالم أجمع. ـ ـ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.