من الواضح أن الأحداث التي شهدتها الفلوجة ومدن عراقية أخرى، خلال الأسابيع القليلة الماضية، ستجعل من إجراء الانتخابات العراقية مسألة في غاية الصعوبة. بعض التيارات السياسية في العراق أعلنت رفضها المشاركة في هذه الانتخابات بحجة أن الحالة الأمنية غير ملائمة. لكن يجب أن يسأل الأميركيون أنفسهم سؤالاً هو كيف يمكن تهدئة الاضطرابات ولجم العنف في بلاد الرافدين في ظل الاستخدام المكثف للآلة العسكرية وهو ما يجعل من المشاركة في أية عملية سياسية خطراً كبيراً من الصعب تجاهله. وفي تقديري تحتاج الانتخابات العراقية إلى فترة تمهيدية يسودها الأمن والاستقرار كي يدلي العراقيون بأصواتهم وهم غير متخوفين من وقوع أية عمليات إرهابية، تستهدف عملية التحول الديمقراطي في هذا البلد الذي عانى ويلات الحروب. وربما يحتاج العراقيون إلى عملية تعبئة ضد الطائفية والنزعات العرقية والمذهبية أملاً في الالتفاف حول هدف واحد، ألا وهو تحقيق الاستقرار والأمن، وتفعيل دور المؤسسات العراقية في إدارة البلاد، ومن ثم تختفي مظاهر الاحتلال شيئاً فشيئاً.
العالم الآن ينتظر تحولات كبرى في العراق لا سيما وأن نظام صدام سقط منذ 19 شهراً، لكن لا يزال الاستقرار والأمن مفقودين في هذا البلد، ما يؤكد أن معركة السلام أعقد بكثير من الحرب التي أسقطت نظام صدام.
إبراهيم عثمان - الخرطوم