مؤشرات ايجابية في الموقف الفلسطيني
بعد الصخب الذي ساد الساحة الفلسطينية في الأيام القليلة الماضية وبعد التحليلات الاستباقية التي روج لها بعض المحللين من أن القيادة الفلسطينية الجديدة ربما تسمح بتنازلات للطرف الإسرائيلي، جاءت تصريحات محمود عباس "أبومازن" لتثلج صدور كثيرين. ففي حفل أجري لتأبين الرئيس الفلسطيني الراحل أشار "أبومازن" إلى أن القيادة الفلسطينية عازمة على استكمال مشوار عرفات، وأن الفلسطينيين متمسكون بحقوقهم بما فيها حق عودة اللاجئين. تصريحات محمود عباس قطعت الطريق على كثير من المروجين لادعاءات مضللة أهمها أن رحيل عرفات سيجعل الساحة الفلسطينية فريسة سهلة أمام المماطلات الإسرائيلية، وأن الثوابت التي رسخها عرفات في ذهنية الفلسطينيين سرعان ما تتوارى بعد رحيل رمز القضية الفلسطينية. وبغض النظر عن النتائج التي ستسفر عنها الانتخابات الرئاسية الفلسطينية، فإن القيادة الفلسطينية تضع في اعتبارها أنه لا خروج عن الثوابت الفلسطينية وأن الشارع الفلسطيني لن يقبل بأقل من حقوقه كاملة. وفي ظل المشهد الفلسطيني الراهن سيجد الإسرائيليون صعوبة في فرض أجندة تفاوضية مسبقة على الفلسطينيين، خاصة وأن تل أبيب هي التي تنصلت من اتفاقات "أوسلو" وهي أيضا التي دمرت البنى التحتية للسلطة الفلسطينية.
إن تأكيد "أبومازن" على مواصلة الطريق الذي بدأه عرفات يعطي دفعة قوية للعمل الوطني الفلسطيني وسيؤدي إلى طمأنة الفصائل الفلسطينية بمختلف أطيافها إلى أن ثمة نخبة سياسية فلسطينية لن تحيد عن الخط العام الذي بدأه "أبوعمار" منذ عقود.
عماد محمود- أبوظبي