لا يختلف اثنان على أن الحرب الأميركية على العراق كانت خارج إطار الشرعية الدولية، والدليل على ذلك أن حلفاء واشنطن لا يزالون حتى الآن غير مقتنعين بشرعية الحرب، ويتعاملون معها على أنها انتهاك سافر للشرعية الدولية. لكن بعد مرور 19 شهراً على هذه الحرب أصبح من المحتم تدويل المسألة العراقية، فمن غير المعقول أن يتم تشكيل حكومة عراقية مؤقتة دون توفير الاعتراف الدولي لها. وضمن هذا الإطار جاء مؤتمر شرم الشيخ ليضع المسألة العراقية على الطريق الصحيح مؤكداً على دور محوري للأمم المتحدة في عملية التسوية السياسية. العراقيون الآن يقفون في حيرة من إجراء الانتخابات العامة في موعدها المحدد سلفاً وهو نهاية يناير المقبل، خاصة وأن عمليات العنف تتواصل والحديث عن مناخ أمني مواتٍ لا يزال صعب المنال. وفي تقديري أن المشهد العراقي لا يزال خاضعاً للهيمنة الأميركية بحكم استمرار الاحتلال وغياب رؤية سياسية واضحة من خلالها يستطيع العراقيون الإجماع على سيناريو واحد لتقرير مصير بلادهم، ومن ثم يبقى قرار تدويل المسألة العراقية بيد واشنطن خاصة وأنها خاضت الحرب دون غطاء دولي أصلاً. تدويل المسألة العراقية يعني أن إعادة الإعمار والحفاظ على أمن هذا البلد عبر المساهمة بقوات متعددة الجنسيات والمضي قدماً في عملية التحول نحو الديمقراطية باتت أسهل بكثير مما لو استمرت واشنطن متمسكة بدوها الأحادي داخل العراق.
عماد إبراهيم - الشارقة