في مدينة كانساس، تشهد إحدى المدارس التي كانت تعاني معاناة شديدة من قبل تحولاً ملحوظاً. ومن خلال التركيز على استقطاب المدرسين النشطاء، ومنح مدير المدرسة مرونة إدارية، وتوظيف القرارات التي يتم اتخاذها بناء على بيانات، حققت مدرسة «إيمرسون» للتعليم الأساسي تحسينات ملحوظة على صعيد الإنجازات. وفي عام 2013، أصبح 84? من الطلاب متميزين في الرياضيات، مقارنة بـ47? في عام 2008. وبالمثل في 2013 أصبح 71? من الطلاب متميزين في القراءة، مقارنة ب 39? عام 2008. و«إيمرسون» نموذجاً لكثير من المدارس. وفي أنحاء الولايات المتحدة، يعمل المعلمون بلا كلل أو ملل لإحداث نقلة في المدارس منخفضة الأداء. ويحصل كثيرون على نتائج عظيمة. ونجاح التغييرات في تلك المدرسة المستهدفة لم يكن حادثاً عرضياً أو أمراً نادراً، وإنما كانت مدعومة بكثير من الدراسات. وجهود مدينة نيويورك الرامية إلى استبدال المدارس ذات الأداء المنخفض بأخرى أصغر حجماً وأكثر فعالية لم تزد معدلات التخرج ونسب التسجيل في الجامعة فحسب، ولكنها أيضاً قلصت التكلفة بنسبة من 14? إلى 16? مقارنة بالخيارات الأخرى، وفق تحليل صادر عن مؤسسة «إم دي آر سي» للأبحاث. وأدت جهود التغيير في هيوستون إلى سد فجوة الإنجازات في الرياضيات خلال ثلاثة أعوام. وتوصلت دراسة أجرتها جامعة «ويسكونسن» إلى أن التدخلات الرامية إلى تشجيع عملية اتخاذ القرارات المبنية على بيانات كان لها نتائج إيجابية على استيعاب مادتي الرياضيات والقراءة. وفي عام 2009، كشف المكتب الوطني للأبحاث الاقتصادية أن الإصلاحات المدعومة فيدرالياً في هياكل المدارس بأسرها أدت إلى تحسينات كبيرة إحصائياً في كاليفورنيا. وقصص النجاح هذه، مثل «إيمرسون» تكشف أن إجراء التغيير ممكن، ولكنه يتطلب استراتيجية مبنية على أفضل الممارسات التي تتخذ الأبحاث أساساً لها. وعلى الرغم من ذلك، بينما يناقش الكونجرس إعادة العمل بقانون التعليم الأساسي والثانوي، الذي يهدف إلى تطبيق التزام الولايات المتحدة بتوفير تعليم عالي الجودة لجميع الطلاب، لا يولى اهتماماً حقيقياً للدور الذي لعبته الحكومة الفيدرالية في مساعدة كثير من المدارس على إحراز ذلك التقدم الكبير. --------- كارميل مارتي: نائب رئيس مركز أميركان بروج يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»