الانتخابات التمهيدية تخالف التوقعات..وتضييق أوروبي على اللاجئين «يو إس إيه توداي» في افتتاحيتها يوم أمس، وتحت عنوان «الناخبون في ولاية أيوا يعيدون كتابة سيناريو الانتخابات التمهيدية»، سلطت «يو إس إيه توداي» الضوء على نتيجة المحطة الأولى في الانتخابات التمهيدية للحزب «الجمهوري» والتي يتحدد من خلالها من هو المرشح لخوض الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2016. «تيد كروز» المرشح الجمهوري وعضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس، انتصر في محطة«أيوا»الانتخابية، ليخسر رجل الأعمال المثير للجدل«دونالد ترامب». وحسب الصحيفة، فإنه البعض يترقب حجم الإثارة في الطريقة التي سيتعامل بها «ترامب» مع خسارته الأولى في المشهد الانتخابي، خاصة وأنه بنى حملته الانتخابية على زخم الفوز في استطلاعات الرأي التي رجحت كفته على منافسيه داخل الحزب«الجمهوري». ويترقب الجميع المحطة التالية في الانتخابات التمهيدية، بولاية «نيوهامبشر». ولدى الصحيفة قناعة بأن ثمة درسا يمكن استخلاصه من المشهد الأميركي خلال الشهور الثمانية الأخيرة، ألا وهو أن الساحة السياسية تتغير بطريقة دراماتيكية تخالف كافة التكهنات.. على سبيل المثال، في صيف 2015، كان الجمهوريون يميلون إلى ترشيح جيب بوش لخوض السباق الرئاسي، لكن لم يحصل «جيب» أول أمس إلا على 3 في المئة فقط من أصوات «الجمهوريين» في محطة ولاية «أيوا» التمهيدية. الانطباعات التي سادت في البداية، خاصة عن«كروز» كمرشح «جمهوري» محافظ لن يستطيع إكمال السباق، أو عن «ترامب» كمرشح هامشي سرعان ما سينهار في مرحلة لاحقة، انطباعات تبدو- حسب الصحيفة خاطئة- وفي غضون أسابيع قليلة من الآن سيتغير المشهد السياسي مرة أخرى. كما أن الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري ستتواصل في ولايات أميركية متنوعة تتمايز في ما بينها من حيث التركيبة الديموغرافية والرؤية السياسية، وبالطبع تختلف تلك الولايات عن ولايتي«أيوا»و «نيوهامبشر». والسباق سيتواصل في ولايات كأوهايو وفلوريدا وأريزونا وكاليفورنيا، ما يعني أن المرشح قد يخسر في بداية السباق التمهيدي، لكنه يظل محتفظاً بفرصة أو باحتمال الفوز بترشيح الحزب في انتخابات نوفمبر الرئاسية. ومنذ 1980 تمكن اثنان فقط من أصل ستة مرشحين «جمهوريين» كانوا قد فازوا بالانتخابات التمهيدية في «أيوا» بترشيح الحزب «الجمهوري» في النهاية، ما يعني أن السباق لا يزال في بدايته، والاستطلاعات التي تنعش حظوظ مرشح ما هي ذاتها أيضاً التي تعصف بفرصة ترشحه. الصحيفة تطرقت أيضاً في افتتاحيتها إلى درسين يمكن استيعابهما قبل انتخابات «نيوهامبشر»، أولهما أن المعركة بين عنصري الخبرة والتغيير لم تحسم بعد، بل تنتظر صناديق الاقتراع. وهذا ينطبق على هيلاري كلينتون كمرشحة «ديمقراطية» لديها باع طويل في مؤسسات الحكومة الأميركية تناهز قرابة ربع قرن، وكانت سيدة أميركا الأولى ووزيرة للخارجية وعضوة مجلس «الشيوخ» عن ولاية نيويورك، وتلك مزايا لا تتوفر في «بيرني ساندرز» منافسها الأقرب حسب نتائج انتخابات «أيوا». الدرس الثاني أن الناخبين لا يتعاملون بواقعية مع الأمور، على سبيل المثال وعد المرشح «الديمقراطي» بيرني ساندرز بأمور ليس بمقدور أوباما فعلها حتى ولو كان حزبه يهيمن على الأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب، أو في فترته الرئاسية الأولى، وهذا منطق غير سليم. «نيويورك تايمز» في افتتاحيتها ليوم أمس، وتحت عنوان «ما بعد أيوا»، استنتجت «نيويورك تايمز» أنه بعدما فاز «تيد كروز» على «دونالد ترامب» في انتخابات ولاية «أيوا»، يأمل الناخبون في أن يتم التركيز في الحملات الرئاسية على القضايا والأفكار. فمع انطلاق الانتخابات التمهيدية، وبدء تساقط المرشحين الضعفاء يبقى الأمل في أن تتبلور الحملات الانتخابية وتوضح نفسها بطريقة متماسكة استعداداً لمحطة «نيوهامبشر»، ودعت الصحيفة مرشحي الحزبين إلى تجاوز مرحلة التنفيس العاطفي. وأثنت الصحيفة على السباق «الديمقراطي»، حيث تراه- على الأقل- مهتماً بالتنافس على الأفكار، فهيلاري كلينتون وبيرني ساندرز ينتقدان بعضهما البعض ويوجهان اللوم لـ«الجمهوريين» لكن بطريقة أكثر تحضراً من «الجمهوريين»، وهما يتحدثان حول ما ينبغي عليهما فعله، وليس حول ما فشل أوباما في تحقيقه. «واشنطن بوست» تحت عنوان «سياسات الدول الأوروبية تلحق الضرر باللاجئين بدلاً من أن تساعدهم»، رأت «واشنطن بوست» في افتتاحيتها أول أمس أنه بعدما استقبلت أوروبا أكثر من مليون لاجئ عام 2015، معظمهم من الشرق الأوسط وأفريقيا، وفي ظل غياب أية مؤشرات على تناقص أعداد اللاجئين إلى القارة العجوز، لم يعد غريباً أن يفكر قادة دول أوروبا في وضع معايير لإدارة تدفق اللاجئين وتخفيض أعداد النازحين إليها، لكن بعض الأفكار المطروحة في هذا لمجال تبدو كريهة، وقد تعرض اللاجئين لمعاملة غير مقبولة وتفاقم مشكلاتهم الإنسانية التي من المفترض أن تسعى دول القارة لتخفيفها. ومن الخطوات التي اتخذتها بعض الدول الأوروبية، خاصة الدنمارك وسويسرا وألمانيا، مصادرة ما لدى اللاجئ من أموال ومجوهرات ومقتنيات ثمينة لدى قدومه، على سبيل المثال أصدرت الدنمارك فانوناً بمقتضاه تتم مصادرة أية أموال تزيد على 1450 دولار، نظرياً قد تكون عملية المصادرة وسيلة لتغطية الرعاية الاجتماعية التي يتلقاها اللاجئ، لكن يبدو أن الحكومة الدنماركية بتوجهاتها اليمينية تسعى لطرد المهاجرين بطريقة عدوانية، ويتضمن قانون اللاجئين الدنماركي شرطا لمنح أسرة اللاجئ حق اللحاق به في إطار «لم شمل العائلات» أن يكون طالب اللجوء قد مر عليه 3 سنوات داخل الدنمارك وهو شرط تعتبره الصحيفة قاسياً وينطوي على تأخير لا داعي له. الغريب أن بلداً أوروبيا كاليونان والتي تعاني أزمة ديون طاحنة لم تفرض على اللاجئين شروطا بتلك القسوة، حيث استقبلت العام الماضي 850 ألف مهاجر، وفي يناير 2016 وصل عدد من وصلوا إليها من اللاجئين 46 ألف نسمة، وبالطبع هؤلاء يتجهون إلى دول في شمال أوروبا، علماً بأن عدد سكان اليونان قرابة 11 مليون نسمة. «بيتسبيرج بوست جازيت» في افتتاحيتها ليوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان «أوروبا تواجه قائمة متنامية من التحديات»، استنتجت «بيتسبيرج بوست جازيت» أن مشكلات الاتحاد الأوروبي في عام 2015 قد تبدو صغيرة مقارنة بالمشكلات التي يتعين على الاتحاد مجابهتها في عام 2016، خاصة وأن أياً من تحديات العام الجديد ستؤدي إلى انهيار هذا التكتل الذي يضم 28 دولة، وفي الوقت ذاته يقلل من أهمية الاتحاد على الصعيد العالمي. وحسب الصحيفة يتواصل التناقض حول تدفق المهاجرين إلى بلدان الاتحاد الأوروبي، والقادمين من أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا واليمن، ومعظم اللاجئين البالغ عددهم 1.1 مليون نسمة مسلمون ما يصعب عملية إدماجهم، بسبب أعدادهم الكبيرة ناهيك عن افتقار معظمهم للمهارات، ومع ذلك قبلت ألمانيا ما يزيد على مليون لاجئ. وتدفقات اللاجئين أثارت شكوكاً في مدى استمرار العمل باتفاقية «شينجن» التي تضمن حرية التنقل وحراك العمالة داخل دول الاتحاد، وهذا أمر مهم وأساسي لاقتصاد أوروبا الموحدة، فثمة مخاوف من استغلال المهاجرين للاتفاقية في العمل وحرية التنقل بين دول الاتحاد. أزمة الديون اليونانية لا تزال قائمة، وحكومة بولندا الجديدة متشككة في جدوى الاتحاد الأوروبي، وستجري بريطانيا استفتاء خلال العام الجاري لحسم الجدل حول بقاء المملكة المتحدة ضمن أوروبا الموحدة أم لا، وتتوقع الصحيفة أن يشهد 2016 ضغوطاً داخلية لإلغاء العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا. هذا معناه أن العام الجديد لن يكون هادئاً بالنسبة للاتحاد الأوروبي. إعداد: طه حسيب