جنوب آسيا وخطر الإرهاب
ألقى الرئيس التنفيذي للحكومة الأفغانية عبدالله عبدالله خطاباً في مؤتمر حول محاربة الإرهاب عقد مؤخراً في مدينة «جايبور» الهندية. ويوجد عبدالله في الهند منذ الحادي والثلاثين من يناير في زيارة تدوم خمسة أيام. ومع أن خطاب عبدالله لم يحمل جديداً، إلا أنه أوضح آراء كابول بشأن مصدر ما تبدو اضطرابات دائمة ولا نهاية لها تمور بها المنطقة.
ويقسّم المسؤول الأفغاني المشاكل والاضطرابات التي تعرفها المنطقة إلى ثلاث مراحل رئيسية هي الحرب الباردة، وفترة ما بعد الحرب الباردة، وفترة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر، مشيراً إلى أن «الإخفاقات في الوفاء بالوعود والتعهدات، وإضاعة فرص التعاون الإقليمي، والاستمرار في اتباع سياسات عدائية هو ما ميز هذه الفترات الثلاث.
وكل هذه الأمور ساهمت مجتمعةً في خلق بيئة مواتية للإرهاب واستعماله كأداة سياسية من قبل بعض الدول». عبدالله لم يشر إلى بلد معين بالاسم في حديثه عن استعمال بعض الدول للإرهاب كأداة سياسية، ولكن المقصود بهذا الكلام واضح: باكستان.
وقال عبدالله: إن نهاية الحرب الباردة أدت إلى حروب باردة إقليمية حيث «بدأ لاعبون إقليميون التصرف على نحو غير مسؤول في مسعى لحماية مصالحهم الذاتية وتعزيز وضعهم الاستراتيجي» وأهدروا في أثناء ذلك فرص تحقيق التعاون الذي يعود على جميع الأطراف بالنفع والفائدة.
ويشار هنا إلى أن باكستان لطالما تعرضت للانتقادات بسبب استعمالها لتنظيمات إرهابية كوكلاء.
وعندما هدأت زوبعة الانتخابات الرئاسية الأفغانية ونُصبت حكومة الوحدة الوطنية التي يقودها غاني وعبدالله، كانت إحدى أولى مبادرات الحكومة الجديدة في كابول هي محاولة إصلاح علاقات أفغانستان مع باكستان.
ولكن هذه الجهود لم تعمر طويلا، حيث تعثرت مع خبر موت الملا عمر أواخر الصيف الماضي. غير أن ازدواجية باكستان– أو بالأحرى حرصها على التمييز بين الإرهابيين «السيئين» والإرهابيين «الصالحين»– يجعل من الصعب على أفغانستان أن تثق في باكستان بشكل كامل.
والحال أن أفغانستان تحتاج إلى مساعدة باكستان من أجل مواجهة الإرهاب في المنطقة.
وبالنظر إلى أن الإرهابيين يعبرون الحدود بيسر ومن دون مشاكل، فقد اقترح عبدالله تطوير استراتيجيات إقليمية حقاً لمحاربة الإرهاب تكون عابرة للحدود أيضاً.
وأشار في هذا الصدد إلى أن ثمة محافل ومنتديات موجودة للمساعدة على تحقيق هذا الهدف إذ قال: «إن عملية قلب آسيا، ومنظمة شنغهاي للتعاون، واتحاد جنوب آسيا للتعاون الإقليمي هي الآليات المناسبة التي يمكننا من خلالها تنسيق جهودنا الجماعية في المعركة ضد الإرهاب وتهريب المخدرات والتهديدات الأخرى المماثلة». بيد أن التحدي كان دائماً وسيظل هو تفعيل هذه المنتديات وترجمة أقوالها إلى أفعال.
ـ ـ ـ ـ ـ
كاثرين بوتز*
*كاتب متخصصة في الشؤون الآسيوية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تربيون نيوز سيرفس»