لم يعد يخفى على القاصي والداني ما تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال المساعدات التنموية والإنسانية على مستوى العالم؛ وهي تبذل ومنذ عقود جهوداً جبارة على المستويات الرسمية والشعبية كافة في سبيل خدمة البشرية والمساعدة في انتشال الكثير من المجتمعات من براثن الفقر والمجاعة ومن خطر الأمراض والأوبئة. ولا يكاد يخلو محفل أو مؤتمر دولي خاص بالمساعدات التنموية والإنسانية إلا وتذكر فيه مساهمات ومآثر دولة الإمارات العربية المتحدة، ويعبَّر فيه عن الشكر والتقدير لجهودها. ولا عجب في ذلك، فهي تتصدر قائمة الدول المانحة لهذه المساعدات؛ بل وتبادر باستمرار في طرح وإطلاق المبادرات التي تعود بالخير والنفع على المجتمعات التي تحتاج إليها. وقد أدت هذه المساعدات إلى تغييرات إيجابية مشهودة في المجتمعات التي قُدمت لها وأحدثت بالفعل فرقاً في حياة آلاف الناس، بل الملايين منهم حول العالم. وهنا تضطلع «مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية»، منذ تأسيسها بدور ريادي جعل منها إحدى أهم مؤسسات العمل الإنساني في المنطقة والعالم، وفي هذا السياق، أكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، رئيس مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، بمناسبة صدور التقرير السنوي للمؤسسة، مؤخراً، «أن العمل الإنساني والخيري وبفضل الدعم اللامحدود والعطاء المستمر من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، أصبح يمثل قيمة إنسانية نبيلة لا تتمثل بالعطاء والبذل فحسب بل أصبح يسهم في تنمية البلدان اقتصادياً واجتماعياً، كما أنه سلوك حضاري لا يمكنه الاستمرار إلا في المجتمعات التي تنعم بمستويات متقدمة من الثقافة والوعي والمسؤولية، وهو نابع من التراث والتقاليد والأخلاق التي تربى عليها المجتمع».لقد استطاعت هذه المؤسسة المرموقة وفي فترة وجيزة تقديم كميات ضخمة من المساعدات الإنسانية وكان لها دور ريادي في تقديم نحو 40 إغاثة عاجلة لعدد كبير من الدول والمجتمعات المنكوبة بنزاعات مسلحة أو أزمات سياسية أو كوارث طبيعية، وقد وصلت مشاريعها ومبادراتها الإنسانية والخيرية المختلفة إلى نحو 90 دولة حول العالم. إن ما تقوم به مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية هو في الحقيقة انعكاس للرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي أصبحت المساعدات الخارجية بأنواعها المتعددة إحدى ركائز سياستها الخارجية؛ وهي ركيزة تتميز بها الإمارات بحق، فهي تقدم المساعدات من دون أي شروط أو اعتبارات سياسية أو مصلحة ضيقة؛ بل إنها تقدمها لكل الدول والشعوب والمجتمعات من دون تمييز؛ وهناك حرص شديد على إيصالها وبأسرع وقت ممكن إلى كل من يحتاج إليها في أي بقعة من بقاع المعمورة. وكل هذا يعبر عن نهج إماراتي ثابت يسعى إلى تخفيف المعاناة عن الناس، كل الناس، أينما كانوا، ويبذل بسخاء من أجل خدمة البشرية وتحقيق الأمن والاستقرار لها. وهو منهج راسخ منذ عهد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسيستمر كذلك؛ لأن العطاء وعمل الخير قيم متأصلة في قيادة وحكام وشعب دولة الإمارات العربية المتحدة. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية