بحلول عام 2020 ستكون دولة الإمارات العربية المتحدة هي الشريك الاستراتيجي الأول بالنسبة للهند في التبادل التجاري بمعدل يزيد على 100 مليار دولار. ولم يكن ذلك ليتحقق لولا العمل الإماراتي المتواصل والمثابرة في أن تكون دولة الإمارات دائماً هي «الرقم واحد» في جميع المجالات والمحافل ونموذجاً فريداً بين الأمم والشعوب. وتتميز العلاقات الإماراتية الهندية بأبعادها الاستراتيجية في كافة المستويات، وبالحيوية الكفيلة بتحقيق مصالح تجارية واقتصادية وسياسية وثقافية واستراتيجية، بالإضافة إلى المصالح الأمنية بين البلدين الصديقين، وخاصة تلك التي تتعلق بمحاربة الجريمة والتطرف، وتوحيد الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات الاستخباراتية وبناء القدرات وتعزيز التعاون في مجالات إنفاذ القوانين. ولاشك أن زيارة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، للهند في عام 1975 كانت اللبنة الأولى في ترسيخ العلاقات المتميزة والتعاون البناء وفق مفهوم العلاقات الدولية الحديثة. ومن هنا فإن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للهند تأتي للانتقال بتلك العلاقات المتميزة إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة. وترتبط كل من الهند والإمارات بحلف استراتيجي، جرى التوقيع على الاتفاقية الخاصة به في عام 2003، عندما قام وفد إماراتي رفيع المستوى برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بزيارة رسمية للهند. وهذه الاتفاقية الاستراتيجية نصت على التعاون في مجالات الأمن، والسياسة الدفاعية، وتطوير التعاون الدفاعي، وتدريب أفراد القوات المسلحة لدولة الإمارات، وأطقمها الطبية العسكرية في الكليات والمعاهد العسكرية المتخصصة في الهند، مع تبادل الأنشطة الثقافية والرياضية بين القوات المسلحة للدولتين الصديقتين. والزيارة الحالية تأتي استكمالاً لمسيرة العلاقات الإماراتية الهندية وتقوية الحلف الاستراتيجي وتنويع الشراكات الاقتصادية، ولعل أهم تلك التحالفات الاتفاقية التي تنص على تخزين الوقود في الأراضي الهندية التي ستعود بلا شك بفتح مجالات أوسع وأرحب لشكل العلاقات الاقتصادية الاستراتيجية وتفعليها بمفهوم الشمولية.? ويعيش في الإمارات الآن بحسب إحصائيات السفارة الهندية في أبوظبي نحو 2,6 مليون هندي. وتعتبر الجالية الهندية في الإمارات هي أكبر مصدر للتحويلات المالية من العملات الأجنبية للهند، حيث يتم تحويل ما يقدر ب15 مليار دولار أميركي سنوياً. ونستطيع القول إن دولة الإمارات والهند تلعبان دوراً حيويا في قصة نمو وتطور كل منهما. وكل يوم في تاريخ العلاقات بين البلدين تزيد علاقاتهما أكثر من السابق إلى أن حققت كل من الإمارات والهند أعلى معدلات الرحلات الجوية بواقع ألف رحلة أسبوعياً بمقدار 143 خلال ال 24 ساعة. ويتسم كل من المجتمع الإماراتي والمجتمع الهندي بخاصية التعددية الثقافية والتسامح الديني والحريات، مما ساهم في تحقيق تقارب إيجابي انعكس على المجالات الاقتصادية والتبادل التجاري والتعاون الأمني والاستراتيجي، الذي تحقق منه الدول الخليجية والعربية والإقليمية مردوداً إيجابياً. وستستمر هذه الصداقة الراسخة والشراكة البناءة بين الإمارات والهند، وستظل تتطور بخطى واثقة وإرادة صادقة لتحقيق مصالح البلدين والشعبين الصديقين، في جو من التعاون الوثيق والاحترام المتبادل، ما يجعلها شراكة دولية نموذجية بكل المقاييس.