«الجمهوريون» وتوقعات «نيوهامبشير»
لم يكن لدى «الجمهوري» «كريس كريستي» حاكم ولاية نيوجيرسي ما يخسره ليلة السبت الماضي عندما شنّ هجوماً حاداً على «الجمهوري» «ماركو روبيو» عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا، لا سيما أن معدلات تأييده في استطلاعات الرأي بولاية نيوهامبشير تقل عن عشرة في المئة. ولكن عندما أفرط «كريستي» في فعل ذلك، والأكثر أهمية، عندما تغاضى عن هدفه الحقيقي، ربما لم يحقق شيئاً سوى إسداء معروف لـ «جيب بوش» وحاكم أوهايو «جون كاسيك»، ومساعدتهما، على رغم أنهما واجها ليالي صعبة دون أن يتمكنا من إظهار صدارتهما. وبالطبع، حاول «بوش» طوال الأسبوع تصيد الأخطاء لـ «روبيو» بالطعن في جهوزيته واستعداده، ولكن في لحظات المواجهة، قلما تعرّض «بوش» لـ «روبيو»، وهاجم بدلاً من ذلك «دونالد ترامب». ولم يكن على «كاسيك» توجيه الاتهامات إلى أي مرشح، فهو ببساطة أوضح رسالته كحاكم كفء ومتفائل.
ومشكلة «كريستي» ليست «روبيو»، على الأقل حتى الآن، وإنما أنه يحل في الترتيب بعد حاكمين آخرين في السباق، ولابد أن يهزمهما كي يتمكن من مواصلة مسيرة ترشحه، فهل سيتجاوز «جيب بوش»، الذي خاض مناظرته الأفضل في حملته الانتخابية، والذي يتقدم عليه بأربع نقاط في استطلاعات «ريال كلير بوليتيكس»؟ ربما، ولكن ليس مرجحاً. وهل سيتفوق على «كاسيك»، الذي يسبقه بسبع نقاط في استطلاعات «آر سي بي»؟ هذا أمر مستبعد، وإن كان ممكناً.
وبالنسبة لـ «روبيو»، كل ما يتعين عليه فعله هو أن يحل ثانياً في انتخابات «نيوهامبشير»، وهو أمر محتمل ولكن ليس مؤكداً. وإذا خسر الترتيب الثاني، فإن المناظرة ستصبح بالتأكيد نقطة تحول وضربة خطيرة لـ «روبيو». وأما إذا تشبث «روبيو» بالترتيب الثاني، فإن مبالغة الإعلام بشأن تكرار عباراته (كما لو أنه لا يوجد سياسي يكرر ما يقوله مراراً وتكراراً) فستوضع جانباً مثلها مثل كافة التوقعات المضللة الأخرى في هذه المنافسات التمهيدية.
وباختصار، ربما تنطوي المنافسة في نيوهامبشير على نتيجة سيئة محتملة لـ«روبيو»، وهي أن يخسر الترتيب الثاني. وفي أي سيناريو آخر، فإن بعض منافسيه، لا سيما بعض من أكثر الحكام مقدرة، سيتعرضون لضرر بالغ. ورغم ذلك، من المستبعد أن يتضرر «كاسيك»، لأن رسالته كانت واضحة وفعالة منذ البداية، ولأن زملاءه في الحكم لم يتعاملوا معه بجدية، وهذا ربما يكون خطأ قاتلاً!
جنيفر روبين: محللة سياسية أميركي
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»