كشفت المناظرة بين المتسابقين على ترشيح الحزب «الجمهوري» لانتخابات الرئاسة الأميركية يوم السبت الماضي عدداً من النقاط المحورية تتعلق بالسباق وبالسيناتور «الجمهوري عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو بشكل خاص، فقد أظهر طاقم «روبيو» ثقة هائلة في ظهور المرشح في كل برامج يوم الأحد التلفزيونية. فلو كان أداؤه سيئاً في المناظرة لكانت كارثة. وهذا بمثابة استعراض لانتصاره في برامج يوم الأحد. ولولا المداخلة المحتدمة مع الحاكم «الجمهوري» لولاية نيو جيرسي «كريس كريستي» في المناظرة السابقة على انتخابات نيو هامبشير، لكان «روبيو» المفضل بشكل كاسح، وموضع الاختيار الإجماعي للترشيح. وبفحص مناظرته يوم السبت الماضي، نجده قد قطع طريقاً طويلاً في تفنيد الافتراءات «الآلية». وبعد عودته بمثل هذا الأداء المؤثر في مناظرة يوم السبت الماضي، قطع «روبيو» طريقاً طويلاً نحو إظهار قوة شكيمته التي كان كثيرون من «الجمهوريين» غير واثقين من أنه يمتلكها. وهذا ساعده عندما حلل سجل سيناتور ولاية تكساس «تيد كروز» بشكل فاعل ليظهر «روبيو» قدرته على أن يكون عدوانياً لكن دون أن يكون بغيضاً. الكراهية وسط المرشحين ل«كروز» لا لبس فيها. ويوم السبت واتت الفرصة «روبيو» ليشدد هجومه قائلاً «من الواضح أن (كروز) في الأسبوعين الماضيين أظهر الميل المربك للغاية لقول أمور ليست صحيحة، وتنطوي على تلفيق للأمور. أعني أنه في هذا الأسبوع وحده فحسب اضطر إلى سحب إعلان من البث لأنه لا يخبر الحقيقة عن موقفي من مدن الملاذ الآمن. وكذب بشأن موقفي من الزواج وكذب بشأن تنظيم الأسرة وموقفي من هذا. ولم يكن أميناً بشأن موقفه السابق من الهجرة». وسواء صدق المرء إذا ما كان «كروز» قد قام بالتضليل عمداً أو عن غير عمد فمن السهل أن يرى المرء مدى ما تسبب فيه من إيذاء لعدد كبير من الزملاء بالجملة. وكان «روبيو» فريداً في قدرته على أن يصف «كروز» بعدم الأمانة دون أن يبدو عليه الضغينة أو الغضب. لكنه حصل على مساعدة من الآخرين في إقناع الجمهور أن منافسته الأساسية على عدم اختيار «روبيو» ليست أمينة. من المفترض أن المحكمة العليا هي مصدر قوة «كروز»، لكن في المناظرة وفي البرنامج التلفزيوني، جعل «روبيو» الجمهوريين يشعرون بأنه سيكون بنفس الكفاءة في اختيار بديل للمنصب الشاغر بعد وفاة «أنطونين سكاليا» قاضي المحكمة العليا. ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـ جينفر روبن* كاتبة أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»