اقتبست هذا العنوان من تقرير نشره موقع القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي منذ فترة قصيرة يبين أن سارة زوجة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو كانت دائماً، ومنذ عودة زوجها للحكم عام 2009، ضيفة على عناوين وسائل الإعلام ضمن سياقات سلبية واتهامات من جانب العاملين ببيت رئيس الحكومة. إن اللغز كان يتمثل في عدم قدرة الصحف ووسائل الإعلام على الحسم واكتشاف ما إذا كانت الاتهامات التي يوجهها إليها العاملون الحكوميون ببيتها حقيقية أم أنها ناتجة عن مكائد سياسية من جانب المعارضين لحكم زوجها. ودائماً كانت هنا شكاوى تقدم إلى الشرطة من قبل بعض الموظفين الحكوميين الذين يقومون على خدمة بيتها، وكانت جميعها تنصب على قيام سارة بتوجيه الإهانات لهم ومعاملتهم معاملة فظة غير لائقة، هذا في حين كانت سارة تنفي هذا وتقول إن هناك حملة سياسية موجهة ضد زوجها تستخدم هذه الاتهامات للإساءة إليه، وكان أصدقاء سارة يدافعون عنها ويشهدون لها باللطف والدماثة! غير أن اللغز تم حله أخيراً عندما أصدرت محكمة إسرائيلية حكمها في شكوى قدمها «ميتي نفتالي»، مدير منزل عائلة نتنياهو، ضد سارة يتهمها فيها بأنها قد وجهت إليه إهانات عديدة أثناء عمله، وجاء الحكم القضائي ضد سارة، حيث رأت المحكمة أن «نفتالي» قد واجه من سارة معاملة فظة في مناسبات عدة مثل قيامها بإيقاظه من النوم في ساعة متأخرة من الليل لتوجه إليه اللوم والتوبيخ لأنه اشترى اللبن في عبوة مصنوعة من كيس البلاستيك وليس في علبة من الكرتون مما أدى إلى استيقاظ رئيس الحكومة في حالة اضطراب! لقد تثبتت المحكمة من شكاوى مدير المنزل وتعرضه للإهانات بألفاظ غير لائقة وبالتالي قضت بدفع تعويض مالي لمدير المنزل الشاكي. وطبعاً احتفلت بالحكم القضائي الصحف الإسرائيلية التي كانت سارة تتهمها بالتآمر ضد زوجها عندما كانت تنشر أخبار الاتهامات الموجهة إليها، واعتبرت هذه الصحف أن الحكم جاء ليثبت صحة ما كانت تنشره من قبل ضد سارة. لقد حفلت الصحف بأوصاف سلبية لسارة تصب جميعها في خانة كونها تقوم بأفعال غير منطقية وغير منضبطة وتحتاج لمعالج نفسي لكي يشخص حالتها. إن هذه الأوصاف السلبية من جانب بعض الصحف الإسرائيلية لسارة تثير سؤالًا مهماً حول تأثيرها على أعمال الحكومة الإسرائيلية وذلك من خلال الاضطرابات التي تحدثها في حياة ونوم رئيس الحكومة! وكذلك تطرح بعض الصحف أسئلة حول صحة تدخل سارة في أعمال الحكومة حيث يقال إنها تؤثر على قرارات زوجها السياسية وخاصة فيما يتعلق باختياره للوزراء الذين يعملون في حكومته. ومن الواضح أن تصرفات سارة تحتل حيزاً مهماً إلى درجة أن حزب «ليكود» الذي يرأسه زوجها كان قد أعلن دعمه لها ورفضه للاتهامات التي توجه إليها. وهذا المثال يذكرنا بنماذج من الأحوال المضطربة نفسياً، والتي لمسها العالم لدى بعض الشخصيات الكبيرة على مر التاريخ الإنساني بدرجات متفاوتة. قد تبدو حالة سارة مخففة نظراً لأنها لا تمتلك سلطة حكم مباشرة غير أن حالة «نيرون» الإمبراطور الروماني الشهير الذي كان يحكم الإمبراطورية الرومانية تعد من أشهر الحالات في التاريخ القديم. فقد قام بإصدار أوامره، كما تقول الروايات، بإحراق روما عاصمة ملكه، ثم راح يبكي على أطلالها! وأيضاً من الحالات الشهيرة في التاريخ الحديث حالة هتلر المصاب بالسادية، والذي أشعل حرباً عدوانية على جيرانه في أوروبا وأدى ذلك إلى موت عشرات الملايين من البشر فضلًا عن الفظاعات التي قام بها تحت تأثير أفكاره العنصرية المختلة، وذلك بإنشاء معسكرات الاعتقال والإبادة لليهود في أوروبا باعتبارهم جنسا منحطاً. إن الاختلال النفسي لدى هتلر لم يفرز فقط جرائمه المباشرة بل أدى أيضاً عن طريق إثارة فزع اليهود إلى اندفاعهم إلى فلسطين وارتكاب جرائم التنكيل بالمدنيين وتشريد الشعب الفلسطيني، وهي جرائم سجلها بالوثائق أدباء وباحثون يهود من ذوي الضمير الإنساني مثل «ساميخ يزهار» و«أهرون ميجد» و«إلف بيت يهوشوع» و«بني موريس».