السياسة والاستثمار
«ترامب وساندرز: هل يقتلان سوق الأسهم؟» ظهر هذا السؤال على غلاف مجلة «بارون» الاقتصادية في الآونة الأخيرة. وفي إشارة إلى العلاقة بين صعود ما يطلق عليهم القادمون من خارج الحزبين الرئيسيين وبين الحركة في أسواق الأسهم، ذكرت المجلة الأسبوعية أن «الأسهم الأميركية انخفضت بشدة منذ أن بدأت شعبية «ترامب» و«ساندرز» تصعد في الشعبية في استطلاعات الرأي. وقد يكون الأمر أكثر من مجرد مصادفة». قد يكون الأمر كذلك، لكني أشك في هذا. وأصابت القصة بعضاً من أخطاء الاستثمار الأثيرة لدي. فهي تخلق قصة مزيفة وتخلط بين النشاط الأيديولوجي، أي القراءة العاطفية للسياسة والاستثمار وتخلط بين العلاقة والعلة، وتسيء فهم الأسواق باعتبارها سببا لنتائج الانتخابات بدلاً من أن تدرك القوى الأساسية المشابهة التي تحرك الاثنين. لقد شاهدنا هذا الفيلم من قبل، ونهايته لا تكون سعيدة للذين يربطون بين قصة سياسية وفرضية استثمارية. ثم هناك قضية منفصلة في منح كثير من الفضل للرؤساء في الأداء الاقتصادي الجيد وقوة الأسواق وإلقاء الكثير من اللوم أيضا على الرؤساء في حال سوء الاقتصاد.
ونصحت بشأن أهمية الفصل بين التفضيلات الانتخابية للفرد والاستثمارات لفترة أطول مما أتذكر. وهناك نقطتان استخدمهما لأدلل على حجتي منذ عام 2010 على الأقل. والناس يدركون النقص في الآخرين سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات أو النقص في أنفسهم في هذه المناقشة. وهنا انتقادات للمستثمرين من أي جوانب السياسة. ولنتذكر عام 2003، فقد أرسى الرئيس جورج بوش الابن قانون الوظائف وتسوية نمو الإعفاءات الضريبية. وقرأ زملائي في «صناديق التحوط» من «اليسار» القانون وتحدثوا شعراً عن مدى بشاعة التأثير المحتمل لهذا مثل مقدار ما سيؤدي إليه من تضخم العجز في الموازنة، وأنه لن يؤدي إلى خلق وظائف وأنه ينقل الثروة من الفقراء إلى الأغنياء، وأنها ستكون المرة الأولى التي يتم فيها تقليص الضرائب أثناء حرب. لكن عمل هؤلاء ليس المكوث في مركز بحثي والتأمل في الأفكار العميقة بل استثمار أموال عملائهم لاقتناص الفرص في البيئة الاستثمارية، التي يجدون أنفسهم فيها. وهذا صحيح بشكل خاص للأشخاص أصحاب صناديق الاستثمار التي تستهدف الحصول على عائد.
ومن المؤكد أنه يجب على الأشخاص الذين يديرون المال بحث تأثير التقليص الكبير في الضرائب على الأسواق وتنحية تفضيلاتهم السياسية جانباً. وكما قال أحد الأشخاص الساخرين في ذاك الوقت «أعطني تريليون دولار وسوف أعطيك حزبا لعيناً».
باري ريتوليز: كاتب متخصص في قضايا الاقتصاد
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»