عام أوباما الأخير
يرى مراقبون أنه قد حان الوقت الذي تدخل فيه رئاسة أوباما كتب التاريخ، فرأس المال السياسي للرئيس نفد، والرجل نفسه يبدو متعباً ويتصرف كما لو أن ولايته أوشكت على الانقضاء حقاً، لكن حدث ما لم يكن متوقعاً! فقد تضافرت مجموعة من الأحداث ليبقى الرئيس وثيق الصلة بما يجري حتى مع احتدام الحملة الانتخابية لإحلال رئيس جديد مكانه، فبعد أن أصبح منصب أحد قضاة المحكمة العليا شاغراً بشكل لم يكن متوقعاً وبسبب رحلة تاريخية إلى كوبا وحملة انتخابات رئاسية تمهيدية غير مستقرة، جعل كل هذا الرئيس في بؤرة الجدل السياسي في عامه الأخير في المنصب، والرئيس يستمتع فيما يبدو ببقائه في بؤرة الأضواء، فهو يجري مقابلات مع وسائل الإعلام ويتناول طائفة واسعة من القضايا. أحياناً يدلي أوباما برأيه بشأن احتمالات فوز «دونالد ترامب» بالانتخابات وأحياناً يشير إلى الإنجاز المتأخر لبنود الميزانية وإعادة هيكلة ديون بورتوريكو وأحياناً يفكر في خليفة لقاضي المحكمة العليا أنطونين سكاليا.
وهو يستخدم أحياناً لغة الألعاب الرياضية ليقول إن أموراً كثيرة من الممكن أن تحدث في الربع الأخير، وفي ديسمبر الماضي، قال أوباما إن هناك «أموراً شيقة ستحدث في الربع الرابع ونحن ما زلنا في منتصف الطريق»، لكن عنواناً لصحيفة «واشنطن تايمز» ذكر أن «رئاسة أوباما انتهت حالياً فعلياً»، بل وفي وقت مبكر مثل عام 2014، أعلن كاتب في «واشنطن بوست» أن «كل ما تبقى فيما يبدو من رئاسة أوباما يتقلص من حيث الرؤية والإنجاز»، ويؤكد البيت الأبيض أن أوباما ما زال أمامه بعض المعارك، وقد يكون تعيين بديل لـ«سكاليا» أبرزها.
والرحلة إلى كوبا قد تتجاوز رئاسة أوباما إذا استطاع الرئيس انتزاع تعهدات بفتح الأسواق بشكل أكبر وتحويل الدولة الجزيرة إلى مكان أكثر ديمقراطية، وما زال لديه فرصة أن يتحكم في الأضرار فيما يتعلق بالقضايا الخارجية مثل الحرب في سوريا التي يسعى وزير الخارجية جون كيري بلا كلل للتوصل إلى وقف إطلاق نار، لكن أوباما ما زال يواجه مخاطر في عامه الأخير وفي مقدمتها قضايا السياسة الخارجية في المناطق التي قد يقع فيها أسير ما قد يحدث في معارك القتال البعيدة والصراعات التي يحاول تفاديها، وهذه تتضمن نشر صواريخ صينية في بحر جنوب الصين، وسياسة حافة الهاوية التي تتبعها روسيا في أوكرانيا والفوضى في سوريا والمشكلات التي طال أمدها في أفغانستان والعراق.
ستيفن موفسون: محلل سياسي أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»