بينما توشك المنافسات التمهيدية في الحزب «الجمهوري»، كما كان متوقعاً منذ وقت طويل، أن تفرز مرشحاً رئاسياً يتفق الخبراء على أنه غير ملائم للبيت الأبيض، يجهد المراقبون من أجل إيجاد حل للتفكك المأساوي الذي يواجهه الحزب «الجمهوري». ويستحضر الحرس القديم المطالبة بالتخفيضات الضريبية وإصلاح الرفاهية والعقيدة الدينية كحل للأزمة التي يواجهها «الجمهوريون»، وعلى النقيض يصر الليبراليون على أن تلك السياسات هي التي أفضت إلى أزمة اليوم، وأن على الناخبين تجاهل «الجمهوريين». وفي كتابه الجديد المعنون: «لماذا يخطئ اليمين: مبادئ المحافظين من جولدووتر إلى حزب الشاي وما وراءه»، يحاول المؤلف «ئي جيه ديون» رأب الصدع بين الطرفين من خلال تقديم نصيحة إلى المحافظين من مؤلف ليبرالي يتمنى لهم الأفضل. ويبدو «ديون» محقاً بأن أميركا تحتاج إلى حزب «محافظ» ذكي، والرؤى التي يقدمها المؤلف، الحاصل على جائزة صحفية مرموقة، تشي بأنه على تواصل فريد مع سياسيين يقدمون رؤية قوية. بيد أن محاولته إيجاد قواسم مشتركة مع قادة مؤسسة الحزب «الجمهوري» تعني أنه يتجاوز المشكلة الأساسية وهي أن: أفكار «الجمهوريين» هي التي أدت إلى الأزمة الراهنة. ويغازل «ديون» المحافظين بالإشارة إلى أنه والمدون المحافظ «إريك إريكسون» يتفقان على أن مشكلة «الحزب الجمهوري» تكمن في «ضعف الإخلاص»، وأن كثيراً من المحافظين المنتخبين نكثوا مراراً وتكراراً في وعودهم للناخبين. وفي حملاتهم الانتخابية، تعهد المرشحون بتقليص الإنفاق الحكومي واللوائح الرقابية، وإرساء دعائم دولة مسيحية، واستعادة الازدهار، وإعادة ريادة أميركا ومصداقيتها في الخارج. ولكن بمجرد انتخابهم، لا ينفذون أياً من هذه الوعود. ومن ثم، دفعت هذه الدورة المتكررة من تخييب الآمال والخيانة، الناخبين إلى تأييد متمردين سياسيين. وأوضح المؤلف أن «المحافظين الأيديولوجيين» يرغبون في التوفيق بين الوعود والأفعال من خلال تحقيق وعودهم، ويريدون أن يقلص المشرعون الحكومة، ولكنه يحذر أيضاً من أن هذا الحل غير عملي ولذا فهو يعرض حلاً بديلاً. ويشير «ديون» إلى أن الأميركيين يحبون المياه النظيفة والضمان الاجتماعي والإغاثة من الكوارث، ويعتمدون على الحكومة في توفيرها، ويلفت إلى أنه من أجل كسر دائرة الإحباط، على المحافظين أن يعترفوا بأنهم لا يستطيعون تقديم «حكومة صغيرة مثالية». وبدلاً من ذلك، عليهم أن يستعيدوا «جمهورية آيزنهاور المعتدلة»، التي تخلوا عنها منذ أمد بعيد. وذكر أن «آيزنهاور» كان محافظاً مالياً حارب الفساد، وعزز مبادئ الفردية والدين وقيم الأسرة، التي ينادي بها المحافظون في العصر الحديث. ولإعادة «المحافظين» إلى المسار الذي تخلوا عنه قبل جيلين كاملين، يسلط «ديون» الضوء على الفكرة الشائعة بأن مشكلات الجمهوريين ظهرت في عام 2010 مع «حزب الشاي». ويفصّل في خلفيات هيمنة «الرجعيين» على «الحزب الجمهوري»، ويتعقب مبادئهم الأيديولوجية بداية من «ويليام باكلي» إلى «باري جولدووتر» و«ريتشارد نيكسون» وصولاً إلى المرشحين الرئاسيين المتطرفين في الوقت الراهن. ويؤكد «ديون» أن على الحزب «الجمهوري» فعل أكثر من عرض تخفيضات ضريبية قليلة والتحدث بود عن المجتمع المدني، ويحض قادته على المضي قدماً في اتخاذ مواقف تقدمية بشأن إصلاح السجون، على سبيل المثال، ودعم الأسر في خضم التراجع الاقتصادي، وينادي بالعودة إلى اتزان واعتدال «آيزنهاور» في الحكم، والابتعاد عن الراديكالية المتجذرة في محاولة الانقلاب على «العهد الجديد». وائل بدران الكتاب:لماذا يخطئ اليمين؟ المؤلف:ئي جيه ديون الناشر:سيمون آند شوستر تاريخ النشر:2016