إن جوهر فكر المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، قام على بناء وتطوير الكيان الإنساني أولاً، الذي يعد أهم عناصر الثروة الوطنية، ولذا فقد حرص على غرس بذور العلم والإبداع والابتكار في الإنسان الإماراتي، ليخلق كوادر وطنية قادرة على تحقيق التقدم والمنافسة، وها هي القيادة الرشيدة الآن تحصد ثمار الغرس الطيب في ظل توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله)، والجهود الدؤوبة المتواصلة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة (حفظه الله)، حيث لم تدّخر جهداً في توفير كل الظروف والإمكانات التي تهيئ الشباب للمشاركة بفاعلية في جهود البناء والتنمية، انطلاقاً من قناعتها بأن الشباب هم طليعة المجتمع، وعموده الفقري، فالأمم التي تريد أن تعتلي قمم التقدم، هي تلك التي تستثمر الطاقات الشبابية وتدعمها بالشكل البنّاء. واستناداً إلى هذه القناعة، وفي سياق دعم الكفاءات والنماذج الشابة المشرفة، وتشجيع روح الإبداع والابتكار لديهم، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، أن شباب دولة الإمارات قادرون على الإبداع والابتكار، واستيعاب كل ما هو جديد في عالم التكنولوجيا وتوظيفها في خدمة وطنهم، وبناء دولتهم القائمة على العلم والإبداع والثقة بالنفس والإيمان بالله، وبقدرات شعبنا العظيمة في شتى المجالات، وقد جاء ذلك خلال زيارة سموه مقر شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» في أبوظبي، مؤخراً. واعتبر سموه أن الجهود الاستثنائية لهؤلاء الشباب أسهمت في جذب اهتمام العالم للإنجازات التي تحققها دولتنا الحبيبة، ورسخت مكانتها وموقعها الرائد على خريطة العالم للابتكار والإبداع العلمي والتقني والاقتصادي والأمني، وغيرها من الميادين التي تضمن تحقيق الأمن الاقتصادي والسياسي والاستقرار المعيشي والاجتماعي لمختلف شرائح وأفراد مجتمعنا. إن الطاقات الشبابية الواعدة هي المستقبل لأي وطن، وبقدر ما يتم تأهيل هؤلاء الشباب وامتلاكهم المهارات المعرفية والقيادية المختلفة، بقدر ما يكونون أكثر قدرة على ترجمة أهداف الدولة، وتنفيذها على أرض الواقع، وهذا ما تدركه القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي تعمل دائماً على تعزيز دور الشباب في تحقيق أهداف الدولة، وذلك من خلال مجموعة متكاملة من السياسات والاستراتيجيات التي تستهدف تمكين الشباب المواطن، وتوفير كل الظروف التي تتيح لهم الانخراط بفاعلية في تنمية المجتمع وتطوره، وقد أثبتت الكفاءات والكوادر الوطنية بالفعل جدارتها عالمياً. وأبدى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، سعادته وعظيم اعتزازه بإنجازات مدينة «مصدر» العالمية التي وصفها سموه بأنها مدينة العلماء والباحثين وأيقونة الابتكار والإبداع لشباب الوطن خاصة، والشباب العربي والعالمي عموماً، في قطاع الطاقة النظيفة التي تحتاج إليها بلادنا ومختلف دول الإقليم والعالم لحماية البيئة أولاً، وتحقيق الاستدامة في جميع مناحي الحياة، إلى جانب تعزيز اقتصادنا الوطني من خلال الاستثمارات في قطاع الطاقة النظيفة داخل دولتنا وخارجها، حيث تقوم «مصدر» بتنفيذ عدد من المشاريع داخل الدولة وخارجها، وذلك في إطار تنفيذ استراتيجية الدولة الرامية إلى الوصول بخطة التنمية المستدامة إلى خواتيمها، وزيادة حصة الطاقة المستدامة في مزيج الطاقة إلى 24% بحلول عام 2021، مع الأخذ بعين الاعتبار تطبيق استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 على أرض الواقع. لقد غدت القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، تطلق المبادرات والمشروعات القائمة على الإبداع والابتكار وتعزيز القدرة التنافسية للدولة على المستويين الإقليمي والعالمي، إدراكاً منها أن الابتكار والإبداع، هما النواة الرئيسية لتحقيق التنمية المستدامة التي تقوم بشكل رئيسي على الطاقات الشابة، ولذا فإن الهدف الأسمى هو إعداد جيل من الشباب يتمتع بالوعي والثقافة، ويكون قادراً على تحمل مسؤولياته الوطنية، وكذلك العمل على توفير سبل العيش الكريم الآمن المستدام للأجيال القادمة. ـ ـ ــ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.