يظل الأمن الإلكتروني الهاجس الأول في الأعمال التي تعتمد بصورة متزايدة على التقنيات الإلكترونية، ولاسيما مع مواصلة الإجرام والاحتيال الإلكتروني تطوير أساليبهما باستمرار. وفي المقابل، تظل دولة الإمارات العربية المتحدة، بحكم المكانة البارزة التي تحتلها اليوم، كعنوان للانفتاح على العالم، أكثر عرضة من غيرها من دول المنطقة للجرائم الإلكترونية، ولذلك فهي تعي ضرورة مضاعفة الجهود الرسمية وغير الرسمية، لتوفير بيئة أكثر أمناً للتعاملات الإلكترونية، وفيما تنطلق الدولة بكثير من الحماسة لإحداث نقلة في التحول للحياة الإلكترونية، من منطلق مواكبة ما يحدث في العالم المتقدم، يبقى التحدي الرئيسي هو تعزيز مقومات نجاح وصلابة الأمن الإلكتروني، والحد من الجرائم الإلكترونية، التي باتت أحد أركان الأمن القومي للدول. وقد ساعد اتساع نطاق استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وسيطرتها على الحياة اليومية للمجتمعات، في انتشار الجرائم الإلكترونية وتعدد مظاهرها وأنواعها، وباتت السيطرة عليها أمراً صعباً ومقلقاً، حتى صارت تشكل تهديداً خطيراً لخصوصية الأفراد وأمن وسلامة المجتمعات، نظراً إلى سهولة ارتكاب الجرائم الإلكترونية، سواء كانت جرائم أخلاقية أو أمنية أو اقتصادية وغيرها، من خلالها. وقد انتشر في السنوات الأخيرة شكل جديد من أشكال الجريمة الإلكترونية هو لجوء العديد من المستخدمين إلى إنشاء حسابات وهمية على شبكات التواصل الاجتماعي، ووفقاً لأحدث بيانات بلغ عدد الحسابات الوهمية أو المزيفة عبر موقع «فيسبوك» 9474 حساباً كل ساعة، و2283 حساباً عبر «تويتر»، والأرقام في ازدياد مستمر، ما يعكس في طياته تنامي تهديدات الجرائم الإلكترونية، التي تتمثل في أعمال الابتزاز والاحتيال ونشر الشائعات والأفكار المضللة، ما يدعونا جميعاً إلى ضرورة مواجهة تلك الجرائم والحد من التأثير السلبي لشبكات التواصل الاجتماعي في حياتنا اليومية، مع زيادة الوعي المجتمعي بشأن الاستخدام السليم والمفيد للشبكة العنكبوتية عموماً. إن الجهود الأمنية الفاعلة التي تقوم بها الهيئات الإماراتية المختصة ومختلف الأجهزة الأمنية قادرة على التصدي لهذه الجرائم بقدر عالٍ من الكفاءة والاحترافية، إذ إنها تحرص على التحديث المستمر لقدراتها وإمكاناتها المادية والتقنية والارتقاء بمستوى أداء عناصرها البشرية، كما تحرص بشكل متواصل على نشر الوعي لدى جميع فئات المجتمع، وتشجيع الجمهور على التقدم بالشكاوى والتبليغ عن الحسابات الوهمية على شبكات التواصل الاجتماعي، فضلاً عن حملات التوعوية المستمرة لمستخدمي تلك الشبكات بشأن توخي الحذر لدى استخدامهم لها، كما أنها تقدم نصائح حول أفضل الممارسات للاستخدام الآمن لشبكة الإنترنت، تتمثل في الحفاظ على أمن الحاسب الآلي كتحديث نظام التشغيل وبرامج مكافحة الفيروسات، بالإضافة إلى عدم حفظ المعلومات الشخصية على أجهزة متصلة بالإنترنت، والحصول على البرامج من مصادر موثوق بها. ولطالما حرصت -وتحرص- القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، في ظل توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة (حفظه الله)، على حفظ الأمن والاستقرار وصون مكتسبات التنمية في الدولة، وبذل الجهود كافة للمحافظة على المناخ الآمن الذي تتمتع به الإمارات في ظل الظروف المضطربة التي يشهدها العالم الآن، فضلاً عن حرص القيادة على حماية عقول الشباب والأجيال الجديدة من أي استغلال أو خطر قد يتعرضون له بسبب انتشار الفكر المتطرف على شبكات التواصل الاجتماعي خصوصاً، وشبكة الإنترنت التي لا حدود لها عموماً، في إطار الرؤية السديدة التي تتحلى بها قيادتنا الرشيدة منذ نشأة دولة الاتحاد. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية