لأن دولة الإمارات العربية المتحدة تتطلع دائماً إلى كل ما من شأنه الارتقاء بالخدمات المقدمة للإنسان على أرضها الطيبة، فقد أخذت تبذل الجهود الدؤوبة من أجل مواكبة التطورات التكنولوجية والتقنيات الحديثة، بهدف تأسيس أفضل منظومة صحية على أراضيها، فضلاً عن متابعة أحدث طرق الوقاية من الأمراض المزمنة والمعدية، لذلك تعمل الإمارات باستمرار على متابعة أحدث السياسات الصحية، فتنظم حملات وطنية للتطعيم بشكل دوري ومنظم، والتوسع في إنشاء مراكز تخصصية لتشخيص وعلاج الأمراض السارية والمزمنة، وتوفير اللقاحات والأدوية الوقائية، كما أن لديها نظاماً فعالاً للرصد والإنذار المبكرين للحالات المرضية، وتعد من أسرع دول العالم في اتخاذ الإجراءات الاحترازية للوقاية من الأمراض، وتتماشى كل الإجراءات التي تتخذها الدولة مع توجهات منظمة الصحة العالمية. وفي هذا الإطار قالت الدكتورة منال تريم المدير التنفيذي لقطاع الرعاية الصحية الأولية في هيئة الصحة بدبي، مؤخراً، «إن دولة الإمارات انتهجت استراتيجية متكاملة للتطعيم ضد الأمراض، وخصصت برنامجاً وطنياً شاملاً لتطعيم الأطفال والمراهقين والبالغين، وتعد الدولة سباقة ورائدة في المنطقة في دعم وتطوير برنامج التحصينات، حيث شهدت انخفاضاً واضحاً في حالات الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها بالتطعيمات منذ انطلاق البرنامج الوطني للتحصين في عام 1980، إضافة إلى ذلك انخفضت بشكل كبير حالات الإصابة بالعديد من الأمراض، مثل الحصبة والنكاف، كما تم اعتماد الإمارات دولة خالية من شلل الأطفال منذ عام 2004». وفضلاً عن ذلك تقوم الإمارات -في إطار المساعدات والمنح الإنسانية التي تقدمها للدول الفقيرة- بتنفيذ حملات تطعيم ضد الأمراض المستوطنة، سواء كان ذلك بشكل مستقل، أو بالشراكة مع دول أخرى أو مع المنظمات الدولية. وفي إطار مشاركتها في الجهود الخليجية العربية، تساهم الإمارات بجهود حثيثة في جوانب عدة، أولها تشكيل لجان خليجية خاصة تُعنى بمكافحة الأمراض المعدية، تعقد اجتماعات دورية واستثنائية وفقاً للحاجة، وتنظم مؤتمرات دولية لمواكبة آخر المستجدات العلمية والبحثية في مجال اللقاحات، وتعتمد جداول موحدة للوقاية والتحصين بدول المجلس، ومراجعتها وتحديثها وفقاً للمستجدات والتطورات. ثانيها، إطلاق مبادرة جعل شبه الجزيرة العربية خالية من الأمراض الخطرة كالملاريا، ووضع خطة خليجية مشتركة، تتفرع منها خطط وطنية في كل دولة للرصد المبكر والاحتواء في حالة حدوث أي تفش لهذه الأمراض. كما تشارك الإمارات في تفعيل نظم الإنذار المبكر والترصد الوبائي للأمراض المعدية والطارئة في دول المجلس، والتحديث المستمر لأدلة المراقبة، وتعزيز استجابة المؤسسات الصحية والتأكيد على تدريب وتأهيل القوى العاملة الخليجية على أعمال التقصي والمراقبة الوبائية. وتحرص الإمارات كذلك على تعزيز التعاون والتنسيق وتبادل المعلومات والتجارب بين دول المجلس، ومع المنظمات الدولية المتخصصة وتعزيز جهود التوعية الصحية بالوسائل كافة، من أجل استئصال الأمراض المعدية وسرعة اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة بشأنها. إن دولة الإمارات العربية المتحدة تعي تمام الوعي أن مكافحة الأمراض كافة، ولاسيما الأمراض المعدية، تتطلب البقاء دائماً على أهبة الاستعداد واتخاذ جميع وسائل الحيطة والحذر، وتوفير خطط طوارئ لمجابهتها، والقضاء على أي فرصة لوجود بيئة خصبة لانتشارها، من خلال تطبيق شعار «الوقاية خير من العلاج»، ومتابعة المستجدات والمتغيرات التي تطرأ على الوضع الصحي على المستويات الإقليمية والعالمية، ووضع الآليات التي تتناسب مع كل حالة مستجدة أو تطور طارئ، وتمنع انتقال الأمراض من الخارج إلى الداخل، وهي لها تجارب وخبرات كثيرة ناجحة في هذا الإطار. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية