نعم، حان الوقت لفصل تنشيطي قبل العودة إلى المدارس عن كيفية قراءة استطلاعات الرأي الرئاسية، والتي عند هذه النقطة تعد دلائل جيدة عما سيحدث في شهر نوفمبر. المهمة الأولى: ماذا نفعل باستطلاع الرأي الذي أصدرته شبكة (سي إن إن) صباح الثلاثاء، والذي أظهر أن دونالد ترامب هو المتفوق بواقع نقطتين على هيلاري كلينتون بين الناخبين المحتملين. لقد سمعتم كثيراً مني ومن آخرين (مثل أستاذ العلوم السياسية ماثيو ديكينسون وخبير الإحصاءات هاري اينتن)، حيث قلنا: انظروا إلى معدلات الاقتراع، وليس إلى الدراسات الإحصائية الفردية. وكما أوضح «جريج سارجينت» في مقتطفات «بلام لاين» بصحيفة واشنطن بوست: فإن «نتائج استطلاعات الرأي المفاجئة إما أنها خارجة عن نطاق المألوف، أو أنها تعكس الضجيج الإحصائي أو التقلبات قصيرة المدى. ولحسن الحظ، أننا لدينا العلاج لذلك: إن متوسطات الاقتراع التي لديها عينات ضخمة تغطي فترات أطول من الزمن وتساعد على منع حدوث الضجيج. واعتماداً على من الذي يقيس المتوسط، فإن كلينتون متقدمة بنسبة ثلاث نقاط (وفقاً لتوقعات ذي أب شوت) أوأربع نقاط وفق (ريال كلير بوليتيكس) أو خمس نقاط وفق مؤشرات (هاف بولستر). هذه هي الإحصاءات الرئيسية اللازمة لفهم ما يحدث. وهي توضح ما قد أظهرته طوال الحملة: لا تزال كلينتون هي المرجحة – ليس بالتأكيد، ولكن المحتملة - للفوز. والنظر إلى الولايات الفردية ونتائج المجمع الانتخابي في الوقت الحالي من المرجح أكثر أن يحدث تشويشاً بدلاً من التوضيح. نعم، فإن مواقع تقدير الاحتمالات المستقبلية من الدرجة الأولى مثل» درو لينزر «في موقع «ديلي كوز»و «فايف ثيرتي إيت» على مدونة «نيت سيلفر» يستخدمان تنبؤات لكل ولاية، ولكن كن على حذر عند محاولة تفسير أي استطلاع لولاية فردية. ومرة أخرى، فإن متوسطات الاقتراع للولايات تخبرنا بالمزيد أكثر من أي مسح معين، ولكن حتى هذه المتوسطات يمكن أن تكون مضللة، لأن هناك عدداً أقل من استطلاعات الرأي (وأحيانا تكون رديئة للغاية) في العديد من الولايات. ولا يزال الوضع أن التقديرات الوطنية تخبرنا بما نحن في حاجة لمعرفته، لأن الفائز في الاقتراع الوطني سيفوز دائماً تقريباً بالتصويت الانتخابي. وإذا كان هناك تصويت شعبي مقابل انقسام في التصويت الانتخابي، فمن المبكر جداً معرفة ما إذا كان حزب واحد لديه ميزة المجمع الانتخابي. تذكر: القصص الغريبة عادة ما تحظى بتغطية أكبر، لذلك فإن النتائج «المفاجئة» مثل الأرقام التي أظهرتها شبكة (سي. إن. إن) ستحظى دائماً بالاهتمام. ونظرية الاحتمالات تخبرنا بأننا يجب بالتأكيد أن نتوقع تقلبات إحصائية تبدو حمقاء من وقت لآخر. نعم، إن استطلاعات الرأي يمكنها أحياناً رصد شيء جديد يحدث مع الناخبين. ولكن ليس هناك طريقة لمعرفة ما إذا كان شيء يحدث بالفعل من استطلاع رأي واحد. واستطلاعات الرأي الفردية، حتى تلك التي يقوم بها منظمو استطلاعات رأي مميزون، يمكن أن تتم على نحو رديء، وتقدم مزيداً من الأخطاء. والطريقة الصحيحة للتعامل مع استطلاع للرأي يبدو غريباً هي نفس الطريقة التي يجب أن يتعامل بها المرء مع كل استطلاع للرأي وهي: ألقه في صندوق مع الاستطلاعات الأخرى، وانظر إلى المتوسط. جوناثان بيرنشتاين* *أستاذ العلوم السياسية بجامعة تكساس ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»