مبادرات متميزة لحماية حقوق العمال
حرص الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيَّب الله ثراه، بما تحلى به من حكمة مشهودة وقيم أصيلة، على تبني نهج أساسه العدل والمساواة وحماية حقوق الإنسان، ينعم في ظلّه جميع المواطنين والمقيمين، وكل شرائح المجتمع الإماراتي بمن في ذلك فئة العمال، بالعيش الكريم. وهو نهج تواصله القيادة الرشيدة في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، إدراكاً منها بأن فئة العمال هي جزء لا غنى عنه في دفع عجلة التنمية الشاملة والمستدامة التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتتوالى الشواهد والدلائل على حرص الإمارات على صون وحماية حقوق العمال، ومواكبة أحدث المعايير والتشريعات الدولية في هذا المضمار، حيث يتمتع العمال في الدولة بحماية كاملة كفيلة بصون حقوقهم وكرامتهم، وفقاً للمعايير الدولية. وتتبنَّى الدولة بشكل متواصل العديد من البرامج والاستراتيجيات التي تنظم الحياة العمالية، مثل: نظام حماية الأجور، وتوفير وسائل اتصال للإبلاغ وتقديم الشكاوى، ولجان فض النزاعات العمالية، والتأكد من تطبيق معايير الصحة والسلامة في مواقع العمل، وغيرها من المبادرات المتميزة التي تكفل الحقوق والواجبات.
وفي هذا السياق، جاء إعلان وزارة الموارد البشرية والتوطين مؤخراً، التزام 66 ألفاً و115 منشأة على مستوى الدولة بقرار حظر تأدية الأعمال تحت أشعة الشمس وفي الأماكن المكشوفة ومخالفته من قبل 187 منشأة، وذلك منذ تطبيق القرار منذ منتصف يونيو الماضي، حتى منتصف سبتمبر الجاري، حيث أشاد ماهر العوبد الوكيل المساعد لشؤون التفتيش في وزارة الموارد البشرية والتوطين، بجهود أصحاب المنشآت وحرصهم على تطبيق قرار حظر العمل وقت الظهيرة، وهو الذي يسهم في رفع كفاءة أداء العمال وزيادة إنتاجيتهم، وذلك في ظل توفير بيئة عمل صحية وآمنة، تتمتع بمعايير الصحة والسلامة المهنية كافة، موضحاً أن نسبة التزام المنشآت للقرار الذي يطبق للسنة الثانية عشرة على التوالي بلغت 99.72%، وذلك وفقاً للزيارات التفتيشية التي نفذتها فرق التفتيش التابعة للوزارة، حيث بلغ إجمالي عدد الزيارات التفتيشية 66 ألفاً و302 من الزيارات. وقد ألزم القرار الذي أصدره معالي صقر غباش وزير الموارد البشرية والتوطين، بشأن حظر تأدية الأعمال وقت الظهيرة وفي الأماكن المكشوفة أصحاب المنشآت، بتوفير الوسائل الوقائية، لحماية العمال من أخطار الإصابات والأمراض المهنية التي قد تحدث أثناء ساعات العمل، إلى جانب توفير مكان مظلل لراحة العمال خلال توقفهم عن العمل.
وفي بادرة مماثلة، أنهى مركز أبوظبي للسلامة والصحة المهنية «أوشاد» مؤخراً، زياراته الميدانية ضمن إطار مسابقة برنامج السلامة في الحر في المدن العمالية، التي أعلن عنها بالتزامن مع بدء برنامج السلامة في الحر خلال الفترة منذ 15 يونيو الماضي حتى 15 سبتمبر الجاري، بالتعاون مع المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة. وأشار المركز إلى أنه بالتعاون مع المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة، تمت تغطية 30 مدينة عمالية خلال الزيارات الميدانية، يسكنها ما يقارب 380 ألف عامل، من أجل اختيار أفضل مدينة عمالية، وأفضل عامل، وأفضل مدينة عن فئة الابتكار، وأفضل عامل عن فئة الابتكار، والذي سيتم إعلانه في شهر أكتوبر المقبل.
إن التميز الذي تسطره الإمارات في مجال حماية حقوق الإنسان بشكل عام، وحماية حقوق العمال بشكل خاص، ينبثق من الثوابت التي تحرص القيادة الرشيدة على ترسيخها، ومن أبرزها، الإيمان بأن الاستثمار في العنصر البشري هو محور التنمية الشاملة والمستدامة، وأن صون حقوق العمال ينعكس مباشرة على إنتاجيتهم، إلى جانب حرص القيادة الدائم على إعلاء قيم المساواة والعدل والقضاء على أشكال التمييز كافة.
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية